كشفت وزارة التربية الوطنية عن الكلفة المالية لمشروع "مسار"، وقالت هند بلحبيب، مديرة الأنظمة المعلوماتية بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، مساء أول أمس بمجلس النواب، "برنامج مسار كلفنا لحد الآن 4.7 مليون درهم، وأنجز في إطار صفقة تمت خلال سنة 2009، في إطار تطوير كفاءات منظومة الإعلام بوزارة التربية الوطنية، بلغت قيمتها الإجمالية مليار و400 مليون سنتيم"، المعطيات التي قدمتها المسؤولة بوزارة التربية الوطنية، جاءت للرد على اتهامات النائب البرلماني عن حزب الاستقلال، عبد الله البقالي، الذي اتهم الحكومة ب"التسيب" في تدبير المال العام، في العلاقة ببرنامج مسار، وشكك في المسطرة القانونية لإبرام صفقة تنزيل برنامج مسار، لشركة فرنسية لها فروع بالمغرب، قبل أن يتفاجئ البرلمانيون لمعطيات وزارة التربية الوطنية، حيث يندرج برنامج مسار، في إطار "مشاريع متعددة أتى بها المخطط الاستعجالي، أبرمت في إطار صفقة عمومية واحدة في ظل حكومة عباس الفاسي، في شتنبر 2009". رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، اتهم في رده على أسئلة البرلمانيين، مساء أول أمس الأربعاء، خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال، بعض الأساتذة بتحريض التلاميذ على الاحتجاج، وقال "مبدأ الشفافية هو الذي دفع ببعض الأساتذة الغشاشين لتحريض التلاميذ على الاحتجاج على برنامج مسار"، مضيفا أن "برنامج مسار فضح الكثير من الأشياء، وبعض الأساتذة تشوهوا أمام زملائهم بموقفهم من مسار"، ويرى بلمختار أنه من الطبيعي أن يصدر رد الفعل هذا، على اعتبار أن "بعض الأساتذة لا ينجزون أصلا المراقبة المستمرة". وشدد الوزير على أنه حتى بعد توقف الاحتجاجات التلاميذية، ظل هناك أمل لدى البعض لإيقاف مسار والتشويش عليه. وذكر أن رئيس الحكومة اتصل به في وقت متأخر من أحد أيام الأحد، للاستفسار عن صحة خبر نشرته وسائل الإعلام، عن تعرض النظام المعلومياتي ل"مسار" للاختراق، وقال بلمختار، "بعدما تأكدت من مسؤولي الوزارة بعدم صحة الخبر، عدت لأتصل برئيس الحكومة، وقلت له نم قرير العين، لاشيء صحيح من ما يُتداول، وكل الأمور على ما يرام". البرلمانيون بدورهم عبروا عن تخوفهم من إمكانية اختراق قاعد المعطيات الشخصية ببرنامج مسار، وردت الوزارة بالقول، إنها "تتوفر على مخطط لتأمين المعطيات على عدة مستويات، منها تأمين من مستوى عال للحاسوب المركزي"، و"مراقبة المركز الوطني للبيانات عن طريق الفيديو"، و"وجود نظام للتأمين من المخاطر". وأفادت الوزارة خلال عرض لها أمام النواب البرلمانين، أن عملية تحيين المعلومات الخاصة بالتلاميذ بلغت 100 بالمائة، منذ انطلاق الدخول المدرسي الحالي (6.5 مليون تلميذ في 11 ألف مؤسسة تعليمية)، وقالت إن نسبة مسك النقط بلغت 100 بالمائة، وتم إدخال 270 مليون نقطة، منذ انطلاق المكون الثاني الخاص بتقييم التلاميذ، منذ منتصف دجنبر 2013. وحرص بلمختار على اختتام أشغال اللجنة بالقول، "هناك مشاكل كبيرة في التعليم ببلادنا، لا نغفل عنها وندركها جيدا، وهي أكبر من غياب الماء والكهرباء عن بعض المؤسسات التعليمية، أو ضعف في البنيات التحتية"، وخاطب البرلمانيين قائلا، "لو أخبرتكم بحقيقة المشاكل التي يتخبط فيها التعليم في بلدنا، ستفقدون الأمل، ولن تناموا كما لا ننام نحن". وأضاف قائلا، "ليس عندي أي حسابات، ولن أترشح للانتخابات، ولن أعود للاستوزار، صاحب الجلالة كلفني بمهمة، وعندي هدف واحد، هو بذل المجهود ليرتاح ضميري سواء نجحت أو فشلت في مهمتي".