يقول المهتمون، إن البحث العلمي في المغرب يعاني بشكل عام من نقصين اثنين؛ يتمثل الأول في التمويل والثاني في تثمين وتسويق نتائج البحث العلمي. فالتمويل لازال ضعيفا ولم يتعد عتبة 1 بالمائة التي توصي بها المنظمات الدولية. والأمر ينطبق كذلك على البحث العلمي في مجال النباتات الطبية والعطرية. ولتطوير هذا المجال صادق مجلس الحكومة في يناير الماضي على مشروع قانون يتعلق بإحداث الوكالة الوطنية للبحث والابتكار في مجال النباتات الطبية والعطرية بتاونات، تقدمت به الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر. ويهدف هذا المشروع إلى تمكين المعهد الوطني للنباتات الطبية والعطرية التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس من الموارد المالية والبشرية قصد القيام بالمهام المنوطة به، من خلال تحويله إلى مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال الإداري والمالي يطلق عليها اسم "الوكالة الوطنية للبحث والابتكار في مجال النباتات الطبية والعطرية" تسند إليه مهمة البحث العلمي وتثمين النباتات الطبية والعطرية والمنتجات الطبيعية. مصادر من الوزارة المكلفة بالبحث العلمي قالت، إن لهذه الوكالة قيمة مضافة في مجال البحث العلمي، فعلى مستوى البحث والتطوير التكنولوجي وتثمين النباتات الطبية والعطرية، تعمل هذه الوكالة على إعداد وإنجاز برنامج وطني للبحث والإنتاج والتطوير والتكوين المهني بشراكة مع جميع المتدخلين في مجال النباتات العطرية والطبية، قصد الاستغلال الأمثل ومن أجل تنمية مستدامة وكذا تنسيق في الأبحاث بين المتدخلين والفاعلين ثم النقل والتمكن من التكنولوجيا الحديثة المستعملة في قطاع الانتاج والتجفيف والتقطير مرورا إلى مرحلة التسويق، إضافة إلى جمع المعطيات الخاصة بهذا المجال قصد بناء قاعدة معطيات معرفية حول النباتات الطبية والعطرية بالعالم العربي والمواد النباتية المستخدمة في مجالات، مثل الصناعات التجميلية والتداوي بالأعشاب والأعشابية والعطارة والزراعة الغذائية والمكملات الغذائية والصيدلة والشبه صيدلة والتكنوزراعة والزراعة الكيميائية والشبه كيميائية وعادات و تطوير نموذج لتقييم الأدوات التقنية المرتبطة بالاستعمال التقليدي للنباتات الطبية والعطرية سواء المزروعة منها أو البرية أو المهملة، وكذا مضاعفة عدد براءات الاختراع المعتمدة في مجال النباتات الطبية والعطرية. وعلى مستوى البحث والتكوين المتخصص، تقوم الوكالة بتحسين مهارات ومعارف العاملين من خلال تدريب للمنتجين و المقاولات المتخصصة وإعداد وتنظيم برامج تدريب موجه إلى مختلف الفئات العاملة في قطاعات النباتات الطيبة والعطرية؛ ثم دمج التكنولوجيا المتطورة في تحديد وتقييم النباتات المستخدمة في مجالات الصناعات وغيرها من المجالات واقتراح الآليات المطلوبة والداعمة لتطويرها. وعلى مستوى البحث والتنمية التشاركية المستدامة لتنمية الموارد المالية للسكان سيتعمل الوكالة على خلق أقطاب زراعة النباتات الطبية والعطرية وإنتاج الزيوت الأساسية والمواد الطبيعية وتحليل ومراقبة الجودة وصياغة مواد جديدة ومتطورة باعتماد خبرة تقنية وعلمية وتقديم الخدمات للفاعلين عن طريق وضع ورقات تقنية لزراعة النباتات الطبية والعطرية وإجراء تحاليل مخبرية حسب المواصفات الدولية للمنتوج قصد إعطاءه قيمة مضافة وطنية للجودة. وعلى مستوى الشراكات والتعاون، تضطلع الوكالة بإبرام شراكات واتفاقيات مصاحبة مع المؤسسات والمنظمات الدولية واعتماد على شراكات فيما بين منظمات حكومية وأخرى غير حكومية من جامعات ومراكز ومعاهد البحث ومختبرات بحثية وعلمية وصناعية وكذا جمعيات تنموية. وكذا إشراك أهم شريك في هذا المجال ألا وهو القطاع الخاص بمكوناته الاقتصادية والصناعية والخدماتية ودمج بين البحث والقطاع الخاص الذي يجب أن يكون حتما مستمدا من سياسات وطنية واضحة المعالم يجد فيها هذان الشريكان ضالتهما من حيث الأهداف والتوجهات والمشاريع والأرباح.