أحدثت الوزارة المنتدبة في البحث العلمي وتكوين الأطر، "الوكالة الوطنية للبحث والابتكار في مجال النباتات الطبية والعطرية"، كمؤسسة عمومية تتولى مهمة البحث العلمي والرفع من قيمة النباتات الطبية والعطرية والمنتجات الطبيعية، وكذا القيام بأعمال البحث التنموي والنهوض به. وأكد مصدر من الوزارة في تصريح ل"التجديد"، أن الصيغة الجديدة للمشروع الذي قدمته سمية بنخلدون الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر أمام أنظار المجلس الحكومي، والتي صادق عليها، سترقى بالمعهد الوطني للنباتات العطرية التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، الذي تم إحداثه سنة 2002، إلى المكانة التي يستحقها وتمكينه من الموارد المالية والبشرية قصد القيام بالمهام المنوطة به، حيث سيتم تحويله إلى مؤسسة عمومية تمتع بالشخصية المعنية والاستقلال الإداري والمالي يطلق عليها اسم "الوكالة الوطنية للبحث والابتكار في مجال النباتات الطبية والعطرية". وأضاف المصدر ذاته أن تحويل المعهد إلى مؤسسة وطنية للبحث في مجال النباتات، يأتي في الوقت الذي يصل فيه معدل النباتات الطبية والعطرية بالمغرب حوالي 4200 فصيلة نباتية، من أصل 20 ألف فصيلة النباتات المستخدمة في العالم لأغراض غذائية وتجميلية وكيمائية وصيدلية وعلاجية وزراعية. موضحا أنه رغم التنوع في أنواع النباتات الطبية والعطرية التي يتوفر عليها المغرب، إلا أن عدد الأنواع المستغلة لحد الآن لدواعي طبية وتجميلية لا يتجاوز ما يقارب 280 نبتة. وأفاد المصدر ذاته أن الإنتاج السنوي من النباتات الطبية والعطرية يقارب بالمغرب 33 ألف طن، فيما تقدر صادرات هذا المنتوج ب 550 مليون درهم مما يمكن المغرب من احتلال الرتبة 12 على الصعيد الدولي ضمن الدول المصدرة لهذا النوع من النباتات وراء كل من الهند والصين وفرنسا وغيرها. وتتشكل صادرات المغرب من هذه النباتات التي توفر ما مجموعه 500 ألف يوم عمل في السنة من عدة أنواع أهمها النعناع واللويزة وأزير والزعتر وغيرها. ويظل الأطلس الكبير والأطلس الصغير وجبال الريف والمنطقة الشرقية أهم المناطق التي توفر مناخا ملائما لتكاثر هذه النباتات. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من 80 بالمائة من سكان البلدان النامية لا يزالون يستخدمون النباتات التقليدية وأن العديد من الأدوية التي تنتجها صناعة الأدوية هي من مستخلصات النباتات الطبية، ذلك أن 30 في المائة من الأدوية التي تباع في جميع أنحاء العالم تحتوي على مركبات مشتقة من المواد النباتية. الصورة: سمية بن خلدون الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي وتكوين الأطر