بدأ المواطنون في شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا صباح الأحد 16 مارس 2014 بالتوجه الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم في استفتاء تقرير المصير والانضمام الى روسيا. وافتتحت لجنة اجراء الاستفتاء أكثر من 1200 مركز اقتراع لتمكين 1.5 مليون مواطن من الادلاء باصواتهم في الاستفتاء حول الانضمام الى روسيا. واتخذت السلطات المحلية اجراءات امنية مشددة للحيلولة دون قيام من يصفونهم هنا ب"المسلحين القوميين الاوكرانيين" بمحاولة تعطيل اجراء الاستفتاء حيث اعلن رئيس وزراء شبه جزيرة القرم سيرغي اكسيونوف ان الاف من عناصر الدفاع الوطني سيقومون بحراسة مراكز الاقتراع. وبالرغم من مقاطعة منظمة الامن والتعاون في اوروبا للاستفتاء في شبه جزيرة القرم فقد قرر 135 مراقبا يمثلون البرلمان الاوروبي ورابطة الدول المستقلة المشاركة في الاشراف على الاستفتاء الى جانب مئات من الصحافيين الاجانب. ويجمع المراقبون السياسيون على ان نتيجة الاستفتاء التي لا يشك احد في انها ستصب في خانة عودة القرم الى احضان الوطن الام روسيا ستخلق سابقة خطيرة في العالم المعاصر الذي ارتسم قبل اكثر من 20 عاما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وقررت القيادة السوفياتية السابقة وضع شبه جزيرة القرم التي تبلغ مساحتها 26 الف كيلومتر مربع وسكانها 2.5 مليون نسمة تحت الاشراف الادارة لجمهورية اوكرانيا في عام 1954. وكانت الحكومة الاوكرانية الجديدة التي وصلت الى السلطة بعد تمرد قادته المعارضة عارضت اجراء الاستفتاء واعلنت مسبقا عدم الاعتراف بنتائجه. ويلفت المراقبون النظر الى ان روسيا لن تفوت هذه الفرصة التاريخية لاستعادة "حقوقها" في شبه جزيرة القرم لاسيما وانها باتت تدرك تماما ان اوكرانيا شقت طريقها الى الاتحاد الاوروبي وربما حلف شمال الأطلسي (ناتو) في المستقبل القريب. وشنت وسائل الاعلام الروسية حملة غير مسبوقة مناهضة للسلطات الاوكرانية الجديدة ولحشد التأييد الشعبي لانضمام القرم الى روسيا. وفي الوقت الذي اجهضت فيه روسيا مشروع قرار لادانة الاستفتاء في مجلس الامن اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان موسكو لن تقف مكتوفة الايدي في حال تواصل اعمال القتل والتعسف بحق المواطنين الروس في الاقاليم الشرقية لاوكرانيا خاصة بعد مقتل شخصين واصابة اخرين في مدينة خاركوف على يد المسلحين من انصار قطاع اليمين المتطرف. وشهدت معظم المدن الروسية بما في ذلك العاصمة موسكو مظاهرات حاشدة ضمت عشرات الالاف تاييدا لانضمام القرم الى روسيا فيما لم تتمكن المعارضة الليبرالية الروسية من حشد اكثر من ثلاثة الاف شخص للتضامن مع اوكرانيا