مشهد مهيب ذلك الذي شهدته جنبات وجميع مداخل المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله وقاعته المغطاة حيث حج إليها أكثر من 20 ألف مواطنة ومواطن يمثلون كل المدن والقرى المغربية من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب صباح أمس الأحد إلى القاعة المغطاة ثلثاهم أو يزيد من النساء إلى المركب لحضور المهرجان الخطابي الذي نظمه حزب العدالة والتنمية حول قضايا المرأة والأسرة، وامتلأت القاعة عن آخرها وبقي الكثير من الوافدين وقوفا بالخارج. المهرجان الكبير حضره كذلك ضيوف من زعماء الأحزاب السياسية وبرلمانيات من أحزاب أخرى وفعاليات من مختلف المجالات سواء الفنية أو الصحافية أو العلمية أو الأدبية و شخصيات وطنية. ومن الحاضرات اللائي اهتم بهن الحاضرون وصفقوا لها طويلا امرأة تجاوز عمرها المائة سنة. كانت الشعارات الحماسية التي رفعتها الوفود القادمة من كل حدب وصوب في نظام بديع تهز جنبات المركب وقاعته المغطاة، وكانت معانيها ودلالتها من التأثير إلى الحد الذي جعل الكثير من الحاضرين والضيوف والمدعوين لا يملكون دموعهم من التأثر، بينما زينت القاعة بعدة لافتات كتب بعضها باللغة العربية وبعضها الآخربالأمازيغية والآخر بالفرنسية. منها نعم للاجتهاد، لكن في إطار الثوابت الشرعية" "نعم لتعديل المدونة في ظل الشريعة الإسلامية"، نحو مشاركة أكبر للمرأة في الحياة السياسية "protection de la famille est une responsabilité continue" أسدوس نتوحا، إكا تمستكارت، إدومن" أزكار تمغارت كان آيت ماتن معون غوا سبداد نتوجا"(النساء شقائق الرجال) "تصحيح وضع المرأة شرط التنمية" " "ensemble pour le respect de la famille" "tous solidaire avec la femme" oui pour la reforme de la moudawana"" "أمية النساء عائق أمام التنمية" وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم افتتح المهرجان الذي أشرفت على تسييره النائبة البرلمانية الدكتورة سمية بنخلدون من على المنصة حيث جلست إلى جانبها عدد من مناضلات الحزب والدكتور عبد الكريم الخطيب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والأستاذ بنعبد الله الوكوتي رئيس المجلس الوطني للحزب، في حين جلس أعضاء الأمانة العامة في الصف الثاني للمنصة. وألقى الأمين العام الدكتور عبد الكريم الخطيب في المهرجان كلمة خاشعة اهتز لها الجمهور الحاضر معبرا عن سروره بتكريم للمرأة المغربية وقال "يسعدني إذ أرى في آخر حياتي المرأة المؤمنة المسلمة تحضر بكثافة في هذا المهرجان العظيم "وأضاف"إن مستقبل الإسلام في المغرب هو بيد المرأة المجاهدة لأنها هي المربية للأجيال الصاعدة". الدكتور سعد الدين العثماني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية من جهته اعتبر المهرجان يوما مشهودا وحلقة مهمة من حلقات نضال الحزب لإصلاح الواقع وفق مبادئ الإسلام والنزاهة بمنهج الاعتدال والإنصاف الذي يرعى مصالح بلدنا ويرعى استقرارها. وقال عن الذين يتهمون الحزب ويكيدون له "إن ظلمونا فلن نظلمهم، وإن كذبوا علينا وما أكثر أكاذيبهم علينا فلن نكذب عليهم". في هذه اللحظة صفق الحاضرون بقوة وتابع العثماني كلامه وقال إن إصلاح الوضعية المزرية للمرأة يجب أن تنبني على المرجعية الإسلامية وتوجه العثماني إلى أجهزة الإعلام وخاصة القناة الثانية التي تتعامل مع حزب العدالة والتنمية بالإقصاء كما فعلت مع فعاليات أخرى كثيرة في المجتمع قائلا "عندنا قناة أهم وأكثر تواصلا هي قناة الشعب. كما توجه نائب الأمين العام للحزب إلى النساء "إن حزب العدالة والتنمية يكرم المرأة وبرنامجه فيث هذا الباب واضح موضحا أن فريقه البرلماني بمجلس النواب يضم في صفوفه عددا محترما من النائبات مصرحا بأنه لا يرى غضاضة في أن تصبح المرأة أمينة عامة للحزب وأن تتبوأ أي مكانة تستحقها بكفاءتها. وأوضحت بسيمة الحقاوي نائبة برلمانية وعضو الأمانة العامة للحزب فلسفة الجندر أو المقاربة حسب النوع وعلاقة ذلك بتكافؤ الفرص، مطالبة باستعمال الكفاءة معيارا لتولي المناصب والمسؤوليات بدل المعيار الجنسي ( الذكورة أو الأنوثة) وأكدت أن المغرب بلد إسلامي وسيظل كذلك ولن يتحول بأي حال إلى بلد علماني يفصل بين الديني والدنيوي. وكشف المقرئ الإدريسي أبو زيد النائب البرلماني وعضو الأمانة العامة الخلفيات الإيديولوجية للتيار الذي يصف نفسه باللحداثي في موضوع المدونة مركزا على المخاطر التي تؤول إليها أوضاع المجتمع المغربي والأسرة المغربية والمرأة المغربية في حالة رجحان الضغوط العلمانية الممارسة على اللجنة الاستشارية لمراجعة مدونة الأحوال الشخصية مركزا على بعض الأمثلة من قبيل الولاية وسن الزواج ووضع الطلاق بيد القضاء. وأوضح الدكتور أحمد الريسوني رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن يوم المهرجان الضخم صادف يوم الأحد الذي هو اسم من أسماء الله، فهو يوم لنصرة الله ولدينه. كما أنه يوم الشعب المغربي الذي هب فيه من كل حدب وصوب ليقول لمن يتجاهلون حقيقة أنه شعب مسلم وإلى الأبد مهما كان من شذوذ ومهما ظهر في صفوفه من شواذ سواء فنيا أو فكريا أو مذهبيا. واستنكر الضغط العلماني المتطرف عل اللجنة الاستشارية لإصلاح مدونة الأحوال الشخصية الذي بلغ حد التهجم على العلماء والانتقاص منهم. وأكد أن ادعاءهم للاجتهاد لا أساس له وأنه محض كذب إذ لا يجتهدون إلا في استنساخ تجارب الغرب.3 فهم حسب الدكتور الريسوني يجتهدون في التقليد لا في الإبداع في "النقيل"أو الغش الممنوع قانونا وشرعا" مؤكدا أن الشعب مسلم ولن يقبل غير الإسلام مرجعية ومنهجا. وأنه على العلمانيين إن كانوا ديمقراطيين حقا أن ينزلو عند الشعب ويستمعوا لنبضه لا أن يتكلموا باسمه وهو منهم براء. وطالبت خديجة مفيد عضو المجلس الوطني لحزب للحزب بالعدل ي التعامل مع المرأة لا على أساس المساواة. وقالت على المدونة ان تشرع للأطراف الثلاث، المرأة والرجل والطفل، لا أن تشرع للذكر فقط. النائب عبد الإلاه بنكيران أكد أن المرأة المغربية شجاعة وتتحمل المسؤولية لأنها بالإضاقفة إلى كونها عاملة ، فهي فوق ذلك ربة بيت، مستنكرا هو الآخر الإقصاء الإعلامي للحزب غير أنه اعتبر أن العدالة والتنمية أصبح مادة إعلامية للنقاش. وخاصة من قبل بعض مكونات الأغلبية الحكومية التي اشتغلت عن العمل الذي ينتظرها بمعارضة المعارضة ضدا على الأعراف الديمقراطية. واعتبر أن الحضور المكثف والرائع للمهرجان بدون إعلام تلفزة ولا راديو هو الذي حركهم ضد الحزب لأن الناس التف حوله لأملهم في صدقه وصفاء ذمته التي فقدوها ولن تعوضها لهم لا القناة الأولى ولا الثانية ولاغيرها. وتحدثت ذ فاطمة بلحسن النائبة البرلمانية عن تجربتها الانتخابية وكيفية نجاحها على رأس اللائحة المحلية لحزب العدالة والتنمية بإحدى الدوائر الانتخابية بطنجة، والدعم الكبير الذي تلقته من السكان والذي اعتبرته ثقة كبيرة في مؤهلات المرأة المغربية. وقدختمت فعاليات المهرجان الخطابي حول المرأة والأسرة بتكريم عدد من الفعاليات النسائية في مختلف المجالات الإبداعية، وذالك بتسليمهن هدايا رمزية كانت مفاجئة بالنسبة لهن تفاعل مع الحضور بقوة وحماس. عبد الغني بوضرة+ أبو بكر