قال كليف ألدرتون، السفير البريطاني في المغرب، إن بريطانيا وباقي الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تواجه نفس تحديات إدماج الطلبة المتخرجين حديثا، وتوفرهم على المهارات الضرورية للاندماج في سوق العمل، وملاءمة ما درسوه مع متطلبات العمل وتطور الاقتصاد الوطني. وأضاف السفير البريطاني على هامش افتتاح أعمال المؤتمر الإقليمي حول التعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالعاصمة الرباط، أن "المملكة المتحدة نهجت مقاربة مبتكرة لحل مشكلة التعليم العالي بالنظر إلى العدد المتزايد للطلبة الراغبين في التحصيل الجامعي، فمعطيات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تشير إلى أن من أكثر الحلول فعالية لحل مشكل التعليم هو إعطاء الطلبة قروضا لإنهاء دراستهم الجامعية، على أساس أن يبدؤوا رد دينهم بعد أن يصل راتبهم إلى مستوى معين يسمح بإعادة القرض". وعبر السفير البريطاني عن اعتقاده أن "قروض الدراسة من شأنها تشجيع الطلبة على الذهاب إلى الجامعة لأنه شيء ضروري ومهم، وهو ما يعني في نفس الوقت أن جزءا من المال سيعود للدولة لتستثمره مع طلبة آخرين في المستقبل، وإلا سنكون أمام فجوة كبيرة ستشكل عبئا كبيرا على الاقتصاد الوطني، وهو ما سيؤثر على جودة التعليم التي تبقى في نهاية المطاف أهم شيء". وبخصوص مدى تطبيق هذه المقاربات على التعليم الجامعي المغربي، قال السفير البريطاني، إن "بعض عناصر المقاربة يمكن تطبيقها"، مشيرا إلى "عدم أخذ التجربة البريطانية وترجمتها مباشرة إلى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ لابد من عنصر الملاءمة نظرا للاختلافات بين المجتمع البريطاني وباقي المجتمعات، على المستوى الاقتصادي وغير ذلك". وذكر السفير البريطاني أن "الطلبة في بريطانيا يساهمون في تمويل دراساتهم الجامعية وإيجاد الصيغة الملائمة لإعادة القرض". وأضاف "في بريطانيا تم تحديد الأرقام، ونسبة الدين، وكيفية الأداء". وقال ألدرتون إن "بعض عناصر هذه التجربة قد تكون مفيدة ومهمة لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، مبينًا أنه "من المفيد أن ننفتح على الأخطاء التي تم ارتكابها من قبل ونستفيد منها، ومن الأشياء التي نجحت نظريا وفشلت عمليا".