عبر كليف ألدتون، سفير بريطانيا بالرباط، عن اهتمامه بمشروع "نادي الشباب للحوار السياسي"، موضحا أنه يستهدف الشباب المغربي ومشاركته في الحياة السياسية. (كرتوش) وقال ألدرتون، في ندوة صحفية عقدتها "رابطة جنيف لحقوق الإنسان"، أمس الخميس بالرباط، حول نتائج مناظرات الشباب مع عدد من الشخصيات السياسية في إطار "نادي الشباب للحوار السياسي" إن فئة الشباب مهمة جدا، إذ يشكل الشباب بين 15 و29 سنة، حسب البنك الدولي، 30 في المائة من سكان المغرب، و10 في المائة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، في حين أن 49 في المائة لا يوجدون لا في المدارس ولا في العمل، والقليل من هؤلاء الشباب شاركوا في الانتخابات التشريعية في نونبر 2011. وأضاف السفير أن 1 في المائة فقط من الشباب المغربي منخرطون في حزب سياسي، حسب المندوبية السامية للتخطيط، موضحا أن سفارة بريطانيا قررت، من خلال مشروع رابطة جنيف لحقوق الإنسان، الاستماع إلى "انتظارات الشباب المغربي، وتشجيعه على التواصل مع كل الأحزاب السياسية، وإطلاق حوار بين الشباب والأحزاب في إطار يتسم بالاحترام والاستماع للآخر". وذكر بخطاب جلالة الملك محمد السادس في 20 غشت 2011، الذي نادى فيه جلالته الأحزاب السياسية لإعطاء الفرص للشباب، لتشجيع ظهور نخب مؤهلة، وضخ دماء جديدة في الحياة السياسية، مؤكدا أنها كانت "رسالة قوية من جلالته، من أجل تجديد النخب السياسية، خاصة دمج الشباب في صفوف الأحزاب والبرلمان، مشيرا إلى أن الدستور أعطى أهمية بالغة لمشاركة الشباب في الحياة السياسية، من خلال كوطا ضمنت له 30 مقعدا داخل البرلمان، بالإضافة إلى "تدابير أخرى من طرف الحكومة والأحزاب، التي يجب أن نحييها عليها". وأشار ألدرتون إلى أن بحثا أنجزته وزارة الشباب، كشف أن 48 في المائة من الشباب لا يعتبرون المشاركة في الانتخابات التشريعية أولوية، منوها بمبادرة رابطة جنيف لحقوق الإنسان لخلق فضاء للتواصل بين الشباب والأحزاب، التي قال إنها ستكون فرصة لتوعية وتشجيع الشباب على الانخراط في الحياة السياسية. وفي مداخلة له، أفاد رشيد أبو طيب، رئيس رابطة جنيف لحقوق الإنسان، أن سلسلة حوارات "نادي الشباب للحوار السياسي" مست 200 شاب وشابة، وأعطتهم الفرصة للتواصل مع القياديين السياسيين، ولاستيعاب أهمية المشاركة في السياسة، التي تصقل شخصية الشاب وتطور مهاراته وتمنحه القدرة، كي يصبح عنصرا فعالا في الوسط الذي يعيش فيه. وانتقد مجموعة من الشباب، الذين حضروا هذا اللقاء، تعامل الأحزاب مع الشباب و"ممارسة الزعامة عليهم"، إلى جانب غياب بنيات الاستقبال والتأطير والتكوين السياسي للشباب داخل الأحزاب، و"تجاهل آرائهم وعدم إعطائهم الأهمية التي يستحقونها". وذهب البعض إلى القول إن "الشباب لا يجد مكانه لا داخل الأحزاب، ولا في الشبيبات الحزبية"، مطالبين بتمكين الشباب من الانخراط في الحياة السياسية لأنه يمثل فئة مهمة في المجتمع.