بمبادرة من "رابطة جنيف لحقوق الإنسان"، وبدعم من السفارة البريطانية في الرباط، نظم، أخيرا، نادي الشباب للنقاش السياسي، بالدارالبيضاء، لقاء مع عبد الله البقالي، عضو المكتب السياسي لحزب الاستقلال، أجاب خلاله عن أسئلة أزيد من أربعين شابا، حول موضوع "الأحزاب السياسية واستبعاد الشباب". في بداية النقاش، اعتبر محمد زينبي، مدير مجلة "الملاحظ"، والمشرف عن الحوار، أن الإحصاءات تبين أن الأحزاب السياسية تفشل في جذب الشباب، وقال "عندما ينخرط هؤلاء في هياكلها، فالقليل منهم من يصل إلى القمة"، مشيرا إلى أن غياب الديمقراطية الداخلية داخل بعض الأحزاب يعيق حرية التعبير ويعزز سخط الشباب من العمل السياسي. كما ذكّر زينبي بأن الشباب غالبا ما يغادرون المنظمات الحزبية أو النقابية في الشهور الأولي، التي يلتحقون بها، مؤكدا أن نتائج مختلف الدراسات الاستقصائية، التي أجريت في السنوات الأخيرة، أظهرت أن ثقافة التطوع عند الشباب ليست شائعة، وأن الشباب يفضلون التعاطي للأنشطة الترفيهية أو المناقشات عبر الإنترنت، بدلا من استغلال وقتهم الثالث في العمل داخل المنظمات والجمعيات. من جهته، رد البقالي عن هذه الملاحظات بتقديم حجج تنفي الفكرة الشائعة حول إقصاء الأحزاب للشباب، وأعطى مثالا ببعض الوزراء الحاليين، الذين بلغوا القمة بعد مرورهم من شبيبات الأحزاب، مثل نبيل بنعبد الله، وحميد شباط، ورئيس الحكومة، وعبد الإله بنكيران. كما أشار البقالي إلى أن الأحزاب السياسية هي التي دافعت عن تخصيص "كوطا" للشباب، اقتناعا منها بأن هذه المبادرة هي الوسيلة الوحيدة لجذب الشباب ودمجهم في العمل السياسي. من جهتهم، شدد المحاورون على أن انتشار الزبونية في عدد من الأحزاب واستمرار وتكريس ثقافة "الزعيم السياسي" وغياب الديمقراطية الداخلية، عوامل لا تشجع على خوض مغامرة الولوج إلى أحزاب لا تؤمن بتجديد نخبها. وانتهى النقاش بدون غالب أو مغلوب، إلا أنه سلط الضوء على عدد من النقاط المتعلقة بالأحزاب السياسية، مثل المحسوبية والمحاباة والتمييز ضد النساء والشباب. وسيواصل نادي الشباب للنقاش السياسي سلسلة حوارته مع شخصيات سياسية، بلقاء يوم 12 يناير المقبل، مع حزب العدالة والتنمية، ويوم 16 فبراير، مع عبد السلام الصديقي من حزب التقدم والاشتراكية، ويوم 16 ماي مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. ويسعى نادي الشباب للنقاش السياسي، الذي يرأسه رشيد بو طيب، ممثل رابطة جنيف لحقوق الإنسان بالمغرب، إلى تدريب الشباب على الحوار السياسي المسؤول والنقاش الديمقراطي، وتعزيز المشاركة السياسية، وإزالة العقبات التي تعترض تصالح الشباب مع العمل السياسي.