انطلقت صباح الثلاثاء 12 مارس الجاري وعلى مدار يومين في المقر الدائم للإيسيسكو بالرباط أعمال الندوة الإقليمية حول موضوع 'قابلية الخريجين للتشغيل: منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نموذجاً'، التي يعقدها المجلس الثقافي البريطاني في الرباط، بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر في المملكة المغربية، والبنك الإفريقي للتنمية. وفي الجلسة الافتتاحية للندوة ألقى نجيب الغياتي، مدير التربية، كلمة بالنيابة عن المدير العام للإيسيسكو الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، أكد فيها أن المستجدات التكنولوجية المتسارعة وتحديات العولمة الاقتصادية والمتطلبات الجديدة والمتجددة لسوق العمل، فرضت مراجعَة المنظومة التعليمية بشكل عام، ومنظومة التعليم العالي على وجه الخصوص، في ظل انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية، وارتفاع معدلات البطالة في أوساط خريجي الجامعات. وأوضح أن القطاعات المشغلة، صناعيةً كانت أو تجارية أو خدماتية، أصبحت في ظل التنافسية الشرسة التي فرضتها العولمة الاقتصادية، ملزمة بتشغيل أجود الكفاءات وأكثرها معرفة وتكويناً. وأضاف قائلاً: "إن مخرجات التعليم العالي ومواءمتها مع سوق العمل، يشكلان ورشاً كبيراً تتداخل فيه الاختصاصات والمسؤوليات بين عدد من الوزارات والمؤسسات والقطاعات المعنية بالتعليم العالي والبحث العلمي، والشغل والشباب والاقتصاد والمالية، والمسؤولين الحكوميين والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مما يستوجب تنسيق الجهود وتعزيز العمل المشترك." وأشار السيد مدير التربية إلى أن هذا الورش يتطلب معالجة شمولية لمكونات منظومة التعليم العالي، من حيث المناهج والبرامج وطرائق التدريس واللغات المعتمدة والإدارة والبحث العلمي واستقلالية الجامعة، وإخضاع ذلك كله إلى معايير الجودة والاعتماد والحكامة الجيدة، وأوضح أن الإيسيسكو دعت الدول الأعضاء وجامعات العالم الإسلامي إلى تطبيق هذا المنهج. وذكر في السياق ذاته أن الإيسيسكو أنشأت اللجنة رفيعة المستوى للجودة والاعتماد في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والشبكة الإسلامية للبحث والتعليم، موضحاً أنها كلها جهودٌ تصبّ في المعالجة الشاملة لقضايا التعليم العالي وتحسين مخرجاته. وفي ختام كلمته، أشار إلى أن المؤتمر سيفسح المجال لمقاربة ميدانية أكثر دقة ونقاش مركز وعميق للخصوصيات التي تميز المشاكل والتحديات التي تواجه التعليم العالي في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، والوقوف فيها على طبيعة التفاعل الموجود بين الجامعات والطلاب والمشغلين والحكومات، وتوضيح الطريقة الأمثل لفهم هذه العلاقة وكيفية إدارتها ومعالجتها، بالاعتماد على التجارب الناجحة الإقليمية والدولية، وتنزيلها التنزيل المناسب لمؤسسات التعليم العالي ومعاهده في هذه المنطقة. وتناول الكلمة في الجلسة الافتتاحية الدكتور لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر في المملكة المغربية، والدكتورة أماني أبو زيد، الممثلة المقيمة للبنك الأفريقي للتنمية بالمغرب، و كليف ألديرتون، سفير المملكة المتحدة لدى المغرب، واللورد شامان، مبعوث رئيس الوزراء البريطاني للشؤون التجارية لدى المغرب. يذكر أن هذه الندوة هي ثاني ندوة تعقد في إطار سلسلة من اللقاءات التي تهدف إلى إعداد أفضل مقاربة للقضايا المرتبطة بتشغيل خريجي التعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.