الربو مرض مزمن يظهر على شكل نوبات متكررة تتسم بعسر التنفس و صفير في الصدر و للأسف صار هذا المرض منتشرا بكثرة في العالم و ذلك لعدة عوامل أهمها التلوث و الضغط النفسي المتزايد. هو مرض يحتاج إلى دقة و تتبع في العلاج لان المضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة... و للأسف ما زال العديد من المرضى في بلادنا لا يتلقون علاجا مناسبا للمرض كما أنهم يقومون بسلوكات عديدة خاطئة. يحتاج علاج الربو إلى استعمال ادوية على شكل بخاخات يمر محتواها مباشرة إلى الرئتين ولكن عددا كبيرا من المرضى لا يستعملونها بشكل مناسب مما يقلص من كمية الدواء المستنشق و يقلل من فعالتها. لذا أنصح مستعملي هذه البخاخات بعدم التردد في استفسار الطبيب أو الصيدلي ليقوم بتمرينه على الطريقة الصحيحة لاستعمال هذه الأدوية الحيوية في علاج الربو. و اضافة إلى هذه البخاخات فان الطبيب قد يلجأ في علاج أزمة الربو على المدى القصير إلى استعمال اقراص الكورتيكويد التي تؤخد عن طريق الفم, شريطة الالتزام بمدة العلاج و التي لا يجب أن تتعدى 5 أيام كما يجب على المريض احترام الجرعات المحددة. و لكن الشئ الذي نلمسه نحن الأطباء في ممارستنا اليومية أن بعض المرضى الذين يشعرون بتحسن ملموس بعد استعمال أقراص الكورتيكويد، يلجؤون فيما بعد إلى تناولها دون استشارة الطبيب و لفترات طويلة أو متقاربة مع العلم أن هذا النوع من الأقراص يتسبب في مضاعفات جد خطيرة. أما العلاج الطويل الأمد للربو فيحتاج في معظم الاحيان إلى استعمال بخاخات تحتوي على الكورتيكويد، نذكر منها البخاخات الحمراء المعروفة، مفعولها محلي على مستوى الرئتين و لا يظهر إلا بعد أسبوع أو أسبوعين من العلاج فدورها الأساسي هو تجنب ظهور ازمات جديدة لانها تقلص من التهابات القصبات الهوائية... و هذا أمر يجهله العديد من المرضى الذين يتوقفون عن استعمالها لانها لا تخفف من حدة الأزمة اثناء وقوعها اي ان مفعولها ليس فوريا كما هوالشان بالنسبة للبخاخات الزرقاء و بالتالي فانها بالنسبة لهم هي بدون جدوى و الذي يجهلونه هو أن مفعول بخاخات الكورتيكويد هو طويل الامد يستنشقها المريض لمدة اشهر و بانتظام لتقيه من ظهور ازمات جديدة في المستقبل... و أخيرا تبقى الوقاية أهم خطوة في علاج مرض الربو و لا بد لكل مريض أن يعرف كل شئ عن المرض و العوامل المسببة للازمات و طرق تجنبها و التي تتمثل في أخذ لقاح الانفلونزا كل سنة و تجنب الاعمال المجهدة و التأكد من تنظيف المنزل جيدا و خصوصا غرفة النوم التي يجب ان تكون معرضة للشمس و لا يستعمل فيها السجاد كما يجب تفادي التدخين و وجود حيوانات أليفة في المنزل.