نظمت اللجنة المحلية للمطالبة بإطلاق سراح المعتقل السياسي حكيمي بلقاسم وكافة المعتقلين السياسيين، أول أمس مهرجانا محليا بمدينة وجدة، حضرته مجموعة من الفعاليات الجمعوية والنقابية والحقوقية والسياسية داخل المدينة، بالإضافة إلى مجموعة من المواطنين الذين أعلنوا عن تضامنهم مع بلقاسم. وقد تميز هذا المهرجان بإلقاء المعتقل الإسلامي حكيمي بلقاسم لكلمة صوتية من سجن عكاشة بالدار البيضاء أمام الحضور، تحدث فيها عن معاناته داخل السجن. وفي اتصال هاتفي بعبد الرزاق وئام، عضو المجلس الوطني ورئيس فرع الجهة الشرقية لمنتدى الحقيقة والإنصاف، ورئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع وجدة، أكد أن هذا المهرجان بمثابة نداء للضمير واحتجاجا على استمرار اعتقال حكيمي بلقاسم، الذي لم يعد هناك أي مبرر لوجوده داخل السجن، فحتى من الناحية الأخلاقية يجب إطلاق سراح هذا المعتقل، حيث استفاد رفاقه من العفو الملكي حيث تم استثناؤه ومعتقلين آخرين من هذا الامتياز. وقال عبد الرزاق وئام: "حتى تستقيم الشعارات المرفوعة الآن من قبيل دولة الحق والقانون والانتقال الديمقراطي...، لا بد من إطلاق سراح حكيمي وكافة المعتقلين السياسيين وتصفية ملف الاعتقال السياسي وملف الاختطافات بشكل نهائي". وصرح هذا الناشط الحقوقي بمدينة وجدة أن المغرب في حاجة ماسة إلى جميع أبنائه، وأن الاختطافات التي يعرفها المغرب حاليا تعتبر انتكاسة على مستوى حقوق الإنسان بالمغرب، إضافة إلى القوانين المعروضة حاليا على أنظار مجلس النواب كقانون مكافحة الإرهاب وقانون إقامة الأجانب بالمغرب. وفي تصريح للمعتقل الإسلامي حكيمي بلقاسم ل"التجديد" اعتبر فيه أن اعتقاله بعد النقد الذاتي الذي عبر عنه بصراحة وبعد انسجام رؤيته داخل الصف الديمقراطي المغربي، هو اعتقال تعسفي بكل المقاييس، ووصف مهرجان وجدة المتضامن معه أنه يعد تكريما له ولكافة المعتقلين السياسيين بالمغرب. وصرح هذا المعتقل السياسي، الذي قضى حوالي 18 سنة بالسجن، أنه تأكد لديه من مصادر خاصة نبأ إطلاق سراحه بمناسبة الزفاف الملكي، إلا أن شخصية أمنية كبيرة تدخلت لتأجيل هذا السراح نظرا للظروف الدولية الحالية، والملفات المفتوحة داخل المغرب كالملف الحقوقي ومحاكمات بعض التيارات الإسلامية. وللإشارة فقد ألقيت عدة كلمات متضامنة مع حكيمي بلقاسم يوم أول أمس، منها خاطرة لصلاح الوديع الذي قرأ أيضا مجموعة من كتابات ورسائل المعتقل الإسلامي، ومنها أيضا كلمات للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومنتدى الحقيقة والإنصاف، وكلمة عبر الفاكس للقطب الديمقراطي. وتلقت اللجنة المحلية للمطالبة بإطلاق سراح حكيمي بلقاسم وباقي المعتقلين السياسيين، مجموعة من رسائل الدعم التي وردت من جمعيات حقوقية خارج المغرب كجمعية أصدقاء المعتقلين السياسيين بفرنسا و "أمنيستي" وغيرها. وحضر هذا المهرجان معتقلون سياسيون قدامى من مجموعة حكيمي بلقاسم كحكيمي عبد الله وبن الضياف وغيرهما. وألقت لطيفة حكيمي باسم عائلتها كلمة تعبر فيها عن تضامنها المطلق مع شقيقتها، وفي تصريح ل"التجديد" أكدت "لطيفة حكيمي" أن أخاها يعاني كثيرا داخل السجن وأنه لم يكن متطرفا ولا يحقد على أحد ويحب جميع الناس وهو دائم الابتسامة للآخرين". وقد قامت لجنة المطالبة بإطلاق سراح حكيمي بلقاسم بوقفة رمزية صامتة أمام منزل أسرته، وهي الآن بصدد جمع عرائض التضامن مع المعتقل وصلت إلى 900 توقيع، ستبعث إلى وزير العدل تدعوه فيها إلى العمل على إطلاق سراح حكيمي بلقاسم وكافة المعتقلين السياسيين. وللتذكير أيضا فإنه بالإضافة إلى حكيمي بلقاسم يوجد معتقلون إسلاميون آخرون بالسجون المغربية، من بينهم مصطفى عوقيل وأحمد شهيد وأحمد سعد وآخرون، ويعتبر المعتقلون الأربعة الموجودون بسجن عكاشة بالدار البيضاء من المعتقلين القدامى، الذين أفرج عن رفاقهم وتم استثناؤهم من العفو الملكي لسنتي 1994 و 1998. عمر العمري