قرر ضحايا شركة النجاة الإماراتية خوض اعتصام وطني أمام مبنى البرلمان الثلاثاء المقبل، مع مبيت في عين المكان ومسيرة باتجاه مقر وزارة التشغيل في اليوم الموالي (الأربعاء). جاء ذلك إثر اجتماع للمجلس الوطني في دورته الخامسة عقد بالهواء الطلق لشاطئ الأوداية الرباط. وتعود أسباب التصعيد الجديد في مسلسل نضال الضحايا إلى عدم وفاء وزارة التشغيل بالتزاماتها إزاء المتضررين بعدما كانت وعدتهم في وقت سابق بتوفير 2600 عقد شغل خارج المغرب، وبعض فرص الشغل داخله كدفعة أولى. وقال عبد الهادي الهلالي عضو المجلس الوطني "فوجئنا ونحن نتحدث إلى مدير التشغيل، بعدما توجهنا إلى المندوبية باقتراح من المسؤولين بالوزارة، أن هذا الأخير لا علم له بالمعطيات التي تضمنها ملفنا، والمتعلقة بتوفير 2600 عقد شغل بالخارج مع بعض فرص الشغل بالداخل، مما جعلنا ننتقل من حالة الفرح، التي عشنا على إيقاعها بعض الوقت، إلى حالة إحباط وصدمة قاسيتين"، وأضاف في مقابلة مع التجديد "بعد ذلك توجهنا صوب الوزارة وطلبنا من الضحايا المرابطين، الاعتصام بداخلها نتيجة تراجع الوزارة على مجمل وعودها، مما خلف حالات إغماء في صفوف المتضررين، فضلا عن محاولة انتحار"، وتابع قائلا >وبعدما اكتشفنا أن وعود الوزارة لم تكن سوى مراوغة ومماطلة بملفنا، رفعنا الشعارات وصعدنا من وتيرة الاحتجاجات داخل مبنى الوزارة، فجاء رجال الأمن لتفرقة تظاهرتنا لكننا وقفنا وقفة رجل واحد، فعقد اجتماع إثر ذلك مع الكاتب العام للوزارة ومدير التشغيل وباشا المدينة ومسؤولين آخرين، وتبين عدم التنسيق بين الكاتب العام ورئيس الديوان ومدير التشغيل، واتضح كذلك أن هناك صراعات خفية بينهم لا تخدم مصالحنا وملفنا". وقال الهلالي "عقب هذا اللقاء مع المسؤولين تم تحديد موعد جديد يوم 12/03/ 2003 إلا أنهم تراجعوا عن هذا الموعد مرة أخرى بعدما اتصل بي الكاتب العام للوزارة ليخبرني بتأجيل اللقاء إلى أجل غير مسمى لظروف يقول إنها خارجة عن إرادة الوزارة". وفي موضوع ذي صلة نسف ضحايا صفقة النجاة بمدينة تاوريرت مهرجانا خطابيا ترأسه الأمين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي نظم بقاعة سينما الرياض السبت المنصرم، وقال مراسلنا من عين المكان: "بدأ أعضاء اللجنة الوطنية لضحايا النجاة بترديد شعارات مناوئة للأمين العام تتهمه بالنصب والاحتيال والسرقة، والتي أدت إلى انسحابه من القاعة" مضيفا >بعد هذا الانسحاب خرج الضحايا في مسيرة باتجاه مقر حزب الاستقلال لكنهم اصطدموا بقوات الأمن التي منعتهم من مواصلة مسيرتهم<. وكان عباس الفاسي ينوي إقامة مهرجان بمدينة تاوريرت في إطار التحضير للمؤتمر العام لحزبه. وأكد عبد الهادي الهلالي عضو اللجنة الوطنية للتنسيق والحوار أن رجال الأمن تدخلوا بشكل همجي لتفرقة المتظاهرين، واعتقلوا عضو اللجنة "محمد الداودي" مع 12 من الضحايا، وقال "وما تزال آثار التعذيب بادية على ظهورهم مما جعلنا نتصل بالهيئات الحقوقية التي ضغطت حتى تم إطلاق سراحهم". يشار إلى أن شركة النجاة الإماراتية وبوساطة من الوكالة الوطنية لتشغيل الكفاءات (Anapec) كانت قد وعدت أزيد من 80 ألف مغربي بتشغيلهم على متن بواخر أوروبية في أعالي البحار قبل أن يتبين أن هذه الوعود مجرد أوهام. محمد أفزاز