صدر عن المجلس العلمي الإقليمي بفاس، العدد الخامس من السلسلة الدورية "إقرأ"، كتاب بعنوان: " العقود المستثناة: عقد السلم نموذجا"، للدكتور حدو بناصر مزيان: أستاذ التعليم العالي بجامعة القرويين بكلية الشريعة بفاس، ورئيس وحدة الأحوال الشخصية والتبرعات، وعضو بالمجلس العلمي لولاية فاس. والكتاب من الحجم المتوسط، عدد صفحاته 108 صفحة، صدر عن مطبعة "آنفو برانت"، وقدم للكتاب رئيس المجلس العلمي لفاس، الشريف العلامة سيدي محمد بن علي الكتاني الحسني. وقد جاء في مقدمة الكتاب أن البيوع والمعاملات التي تنطوي على عنصر الغرر والجهالة كثيرة، منها عقد السلم والاستصناع وبيع الجزاف والمساقاة والمزارعة وغيرها من العقود، التي تدعو الحاجة إليها، وهي مستثناة من قواعد عامة يحرم التعامل بشأنها لما فيها من الجهالة والغرر، إلا أنها جوزت للحاجة إليها، ويقول الكاتب أنه اقتصر على دراسة "عقد السلم" للحاجة الماسة إليه في واقعنا المعاصر، وذلك لكثرة تداوله بين الناس. وقد قسم المؤلف الموضوع إلى ثلاثة أبواب: الباب الأول تطرق فيه إلى حقيقة "السلم" ودليل مشروعيته، وبعدما استعرض تعريفات السلم لدى الأعلام من علماء المذاهب الإسلامية، قال إن حقيقة "السلم" هي"بيع عائب تدعو إليه ضرورة كل من المتبايعين، فإن صاحب رأس المال يرغب في شراء السلعة وصاحب السلعة في حاجة ماسة إلى قيمتها قبل حصولها لديه لينفقها على نفسه وعلى المسلم فيه حتى بلوغ أجله". أما الباب الثاني فعرض فيه المؤلف لأركان وشروط هذا العقد، ثم تناول في الباب الثالث من الكتاب أحكاما أخرى تجري على السلم وبعض المسائل المتعلقة به. وقال مقدم الكتاب إن الدكتور حدو بناصر، أتاحت له معرفته الواسعة وتخصصه في فقه التبرعات وفقه الحدود، أن يلم بالموضوع إلماما كاملا، وأن يتناوله من كل جوانبه بحثا وغوصا ودراسة واستنتاجا وترجيحا.