أكد العالم المقاصدي أحمد الريسوني أن الطب أتى لتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية، ويوجد كله في أحضانها، ولا يخرج عنها إطلاقا، موضحا أنه لم يحصل يوما في التاريخ الإسلامي جفاء بين الشريعة ومقاصدها وبين الطب ومقاصده، عكس ما حصل بين الشريعة والفلسفة يقول المتحدث في وقت من الأوقات حيث عرفت العلاقة بينهما جفاء وتنافرا، لأن بعض الناس أساءوا استخدام الفلسفة وفهم الدين. وأضاف الريسوني في محاضرة نظمتها منظمة التجديد الطلابي فرع الرباط تحت عنوان «رسالة الطب في ضوء مقاصد الشريعة» بكلية الحقوق العرفان بالرباط أول أمس السبت (أضاف) أن ابن رشد الفقيه والفيلسوف في كتابه «فصل المقال في ما بين الشريعة والحكمة من اتصال»، كان يريد إظهار الاتصال بين الحكمة أي الفلسفة والشريعة، وتبيان أن هناك توافقا وتآخيا بينهما، لكن بين الطب والشريعة لم يحاول ابن رشد توضيح العلاقة بينهما لأنه لم يكن محتاجا لذلك. وأوضح الريسوني أن الدين الإسلامي مهتم بحفظ الأبدان، ويحتوي على جزء كبير من التوجيهات والأحكام والتعاليم ذات الطبيعة والمردودية الطبية، والثقافة الإسلامية مليئة بالتوجيهات الصحية التي تبدأ بالطهارة بشتى أنواعها إلى الصيام. والمشروبات منها ما هو مباح وحرام، مؤكدا أن الدين متضمن لحد معين من الأحكام الضامنة لصحة الإنسان، مشيرا إلى أن الدين متضمن للقواعد الأساسية للطب، مضيفا أن الله عز وجل جمع الطب كله في نصف أية وهي قوله تعالى « كلوا واشربوا ولا تسرفوا»، والرسول صلى الله عليه وسلم جمع الطب في ألفاظ يسيرة وهم « المعدة بيت الداء والحمية أصل كل دواء وكل جسد على ما عودته». ولنا عودة إلى الموضوع في عدد لاحق.