اختتم لقاء القمة الذي جمع الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما بإعلان بيان مشترك بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية يوم الجمعة 22 نونبر 2013 في البيت الأبيض. وأكد الطرفان على التزامهما المشترك بالعلاقات الخاصة التي تعود إلى أمد بعيد التي تجمع الولاياتالمتحدة والمملكة المغربية التي كانت سنة 1777 أول بلد يعترف باستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية. وحسب نص البيان أوردته وكالة المغرب العربي، اتفق الرئيس أوباما والملك محمد السادس على استمرار التواصل الوثيق و المضي على درب التعاون المتين الذي من شأنه تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدة و المغرب، وخاصة الاجتماع المقبل للحوار الاستراتيجي بالرباط. وحسب نفس البيان اتفق القائدان على تعيين شخصية رسمية من مستوى رفيع، من كلا الجانبين، من أجل السهر على التطبيق الأمثل للقرارات المتخذة. و أضاف البيان نفسه أن الرئيس الأمريكي رحب بدعوة الملك محمد السادس للقيام بزيارة إلى المغرب. وشدد البيان المشترك على أن لقاء القمة الذي جمع القائدين دليل جديد على استمرار تطابق مصالح الولاياتالمتحدة والمغرب، وعلى أن الشراكة التاريخية التي انطلقت في القرن الثامن عشر تزداد ازدهارا في القرن الواحد و العشرين. وأكد البيان المشترك، تعدد المجالات التي عرفت توافقا بين الطرفين، وحصرها في سبع ملفات كبرى هي "دعم الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية" و "التعاون الاقتصادي و الأمني" و "التعاون التربوي والثقافي" و "قضية الصحراء المغربية" و "التعاون في مجال الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب" و " إفريقيا" و "السلام في الشرق الأوسط". ويمكن إجمال أهم الخلاصات في كل قضية في: دعم الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية: - التزم القائدان بالعمل سويا من أجل تحقيق الأهداف الواعدة لدستور المغرب لسنة 2011. - أوباما يشيد بالتزام الملك بوضع حد لمحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية. - الالتزام بتعميق الحوار المغربي- الأمريكي الجاري حول حقوق الإنسان. - الرئيس يدعم مبادرة المغرب القاضية بإصلاح المنظومة المرتبطة باللجوء والهجرة. التعاون الاقتصادي و الأمني - الولاياتالمتحدة و المغرب عازمان على العمل معا من أجل النهوض بتنمية بشرية و اقتصادية للمملكة. - سجلا نجاح ( الميثاق الأول لحساب تحدي الألفية) في شتنبر 2013. - الرئيس أبرز الاستراتيجية التنموية الجديدة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للفترة 2013-2017، و التي تم وضعها من أجل مساعدة الحكومة المغربية على بلوغ أهدافها في الإصلاح و الاستجابة لحاجيات المواطنين المغاربة. - أكد القائدان أهمية المغرب باعتباره قاعدة للانطلاق بالنسبة لشمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء في مجالات التجارة والاستثمار وكذا مزايا الحفاظ على مناخ أعمال جذاب للاستثمار بالمغرب. - الملك يؤكد التحضير لمؤتمر اقتصادي سينعقد بالرباط سنة 2014. - الرئيس يعرب عن تقديره للملك لعرضه احتضان القمة العالمية للمقاولات سنة 2014. التعاون التربوي والثقافي - تعهد القائدان باستكشاف المزيد من سبل التعاون قصد تعزيز التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان بالمغرب وفي المنطقة. - جددا التأكيد على التزامهما بتوطيد وتنويع برامج التبادل التي تشمل اللجنة المغربية الأمريكية للتبادل التربوي والثقافي. - أكدا على أهمية المصادقة على الاتفاق المبرم بين البلدين بخصوص التسجيل وواقع نظام المدارس الأمريكية بالمغرب و تطبيقه. - هنأ الرئيس أوباما الملك محمد السادس على تفضله بالتعهد بمنح هبة قدرها مليون دولار في السنة، على مدى خمس سنوات، لفائدة مبادرة (جون كريستوفر ستيفنس للتبادل الافتراضي)، والتي تتوخى إرساء روابط بين الشباب من مختلف الفئات العمرية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ونظرائهم الأمريكيين. قضية الصحراء - تعهد الرئيس بمواصلة دعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي ودائم ومقبول من لدن الأطراف لقضية الصحراء. - الولاياتالمتحدة أكدت، بشكل واضح، على أن مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب هو مقترح جدي وواقعي وذي مصداقية، ويمثل مقاربة ممكنة من شأنها تلبية تطلعات ساكنة الصحراء إلى تدبير شؤونها الخاصة في إطار من السلم والكرامة. - وأكد الرئيس أن الولاياتالمتحدة تدعم المفاوضات التي تشرف عليها الأممالمتحدة، بما فيها عمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس. - أكد القائدان، مجددا، تشبثهما المشترك بتحسين ظروف عيش ساكنة الصحراء، والعمل سوية على مواصلة حماية حقوق الإنسان و النهوض بها في المنطقة. التعاون في مجال الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب - القائدان أكدا على التزامهما بمواصلة تعميق التعاون المدني والعسكري في مجالات حظر انتشار التسلح ومكافحة الإرهاب. - تعتزم الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب مواصلة تعاونهما بهدف دعم المؤسسات الديمقراطية للعدالة الجنائية ومواجهة خطر التطرف العنيف بالمنطقة. - التزم القائدان، أيضا، بمواصلة التعاون الوثيق في إطار المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية الإقليمية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، ولاسيما عبر اتحاد مغاربي قوي، وكذا منتديات إقليمية أخرى. - شجع الرئيس الأمريكي المغرب على الانضمام إلى الولاياتالمتحدة من أجل إحداث المعهد الدولي للعدالة ودولة القانون بمالطا الهادف إلى التكوين حول التعامل مع موضوع مكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الأمنية في إطار دولة القانون. إفريقيا - الملك شكر الرئيس الأمريكي على الأهمية التي يتم إيلاؤها للنهوض بالتنمية الاجتماعية والازدهار الاقتصادي بإفريقيا. - الرئيس يؤكد ريادة جلالة الملك والأعمال التي يقوم بها المغرب في مجالات حفظ السلم والوقاية من النزاعات والتنمية البشرية والحفاظ على الهوية الثقافية والدينية. اتفق البلدان على استكشاف مبادرات مشتركة للنهوض بالتنمية البشرية والاستقرار من خلال ضمان الأمن الغذائي والولوج للطاقة والنهوض بالتجارة على أساس اتفاقية التبادل الحر. السلام في الشرق الأوسط: عبر جلالة الملك عن دعمه للانخراط المتواصل للرئيس الأمريكي وجهود كاتب الدولة من أجل الدفع قدما بمسلسل السلام في الشرق الأوسط. وأبرز الرئيس مساهمة جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، في الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل الدولتين.