أجرى الاثنين 18 نونبر2013، حوالي 60 من وزراء الخارجية العرب والأفارقة المشاركين في القمة العربية الإفريقية الثانية التي تحتضنها الكويت اليوم وغدا، بمشاركة رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، اللمسات الأخيرة لإعلان الكويت المزمع مناقشته والمصادقة عليه من لدن رؤساء الدول ورؤساء الحكومات المشاركة في الدورة الثالثة للقمة العربية الإفريقية المنظمة في الكويت بعد الدورة السابقة التي احتضنتها مدينة سرت الليبية تحت شعار "شركاء في التنمية والاستثمار". وأكد المنظمون أن إعلان الدورة الثالثة، الذي سيعلن غدا (الأربعاء)، تمت مراجعته خلال اجتماع تحضيري ورفع في صيغته النهائية إلى القادة الأفارقة والعرب، البالغ عددهم -حسب رئيس اللجنة العليا للمؤتمرات بالكويت- 81 وفدا 43 رئيس جمهورية ورئيس حكومة ورئيس وزراء، و7 نواب رؤساء جمهورية، للنظر في اعتمادها. وعبرت مباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، على أهمية المشاركة المغربية في هذا اللقاء بالنظر إلى الدور الكبير الذي يضطلع به المغرب على المستويين العربي والإفريقي، والنابع من اقتناعه بكون الرهانات والتحديات سواء الأمنية منها أو التنموية تتطلب إقامة وتعزيز شراكات فعالة في احترام تام لثوابت وخصوصيات الدول. وأضافت الوزيرة أن تجاوز الخلافات السياسية وتكثيف الجهود والمساعي وفق مقاربة شاملة يحتل فيها البعد الإنساني مكانة الصدارة علاوة على الجانب الاقتصادي من خلال دعم التنمية المستدامة، وتطوير الكفاءات البشرية، وتقاسم الخبرات والتجارب وتعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين والمؤسساتيين بأفريقيا والعالم العربي، من شأنه تحقيق أهداف الشراكات العربية الإفريقية. وحضرت "التجديد" لقاء ثنائيا جمع الوزيرة المغربية بوزيرة الخارجية لدولة نيجريا، حضره سعد العلمي، سفير المغرب لدى جمهورية مصر العربية المندوب الدائم لدى الاتحاد الإفريقي، تطرق خلاله الجانبين لمجموعة من الملفات المزمع التعاون فيهما بين البلدين. وفي هذا السياق عبرت بوعيدة عن استعداد المغرب التام لتعزيز التعاون القائم بين البلدين، فيما أكدت الوزيرة النيجيرية عن رغبتها في التنسيق مع الحكومة المغربية للاستفادة من التجربة المغربية في عدة مجالات اقتصادية اجتماعية. ودعا مشروع البيان، حصلت "التجديد" على نسخة منه، إلى تعزيز مبادئ القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، وعلى نحو خاص المبادئ المتعلقة باحترام السيادة الوطنية للدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والتأكيد على الالتزام بحماية حقوق الإنسان واحترام القانون الدولي الإنساني، "وبالقدر ذاته تحقيق الأهداف المشتركة في الإسهام الإيجابي في الاستقرار العالمي والتنمية والتعاون، وتجديد التأكيد على الالتزام بتعزيز التعاون بين المنطقتين الإفريقية والعربية على أساس الشراكة الاستراتيجية التي تسعى إلى تحقيق العدل والسلم والأمن الدوليين"، كما دعا البيان إلى الالتزام بالقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي وميثاق جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى الإشارة إلى ضرورة حفظ الروابط المتعددة والمصالح المشتركة، وحقائق الجغرافيا والتاريخ والثقافة لشعوب المنطقتين، ودعم المساعي المشتركة لتعزيز التعاون، وبالقدر نفسه تعزيز التضامن والصداقة بين أمتينا وشعوبنا، وذلك في سياق الاستجابة لتطلعات الشعوب في استمرار الأخوة العربية الأفريقية التي تقوم على أساس مبادئ المساواة والاحترام والمصالح المشتركة. وفي الوقت الذي رحب فيه الوزراء الأفارقة والعرب بالتقدم الذي حققته البلدان العربية والإفريقية في مجال السلم والاستقرار، عبر المسؤولون عن قلقهم العميق إزاء التحديات التي يفرضها استمرار النزاعات السائدة وانعدام الأمن والاستقرار في بعض مناطق الإقليمين. هذا وأقر اجتماع وزراء الخارجية في القمة العربية الإفريقية مشروع قرار الكويت الخاص بفلسطين، والذي يتبنى جميع القرارات العربية والإفريقية وقرارات الأممالمتحدة، ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، المتمثلة بإنهاء الاحتلال "الإسرائيلي"، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. ويدين مشروع القرار الاستيطان ويؤكد عدم شرعيته، وضرورة رفع مكانة دولة فلسطين إلى دولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة، والإفراج عن جميع الأسرى المعتقلين في السجون الإسرائيلية، ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة. وقال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمته أمام وزارء الخارجية، إن دعم نضال الشعب الفلسطيني لممارسة حقوقه في وطنه وعلى أرضه مواقف مشهودة للدول الإفريقية تفيض بشرفها المحافل الدولية، مضيفا "أنه بات من اللازم العمل على زيادة تقارب التناغم والتداخل والتكامل القائم بين دول العالم العربي والإفريقي، من خلال موقفها في العديد من البنود المطروحة على الأجندة الدولية، بغية تحقيق المصالح المشتركة". وفي ندوة صحفية عقدت أول أمس (الأحد)، على هامش افتتاح المركز الإعلامي للقمة، قال صباح خالد الحمد الصباح وزير الخارجية الكويتي، "إن حوالي 50 بالمائة من الشعب العربي يوجد في القارة الإفريقية، وهو ما يستدعي تعزيز الشراكة العربية مع إفريقيا بالنظر إلى ما يتوفر عليه من رصيد معرفي وثقافي وتاريخي يستحق الاهتمام" بالإضافة إلى كون السكان العرب أو هذه الدول تقع في قلب خريطة العالم مما يفرض التعاون في هذا الإطار، والتركيز على كيفية تنزيل شعار التظاهرة، انطلاقا، حسب تعبيره، من استعداد دولة الكويت للتعاون على تمثين علاقات الدول المشاركة في هذا الجانب والعمل على معالجة النزاعات القائمة بين الدول في مختلف بؤر التوتر رغم كل التحديات التي تعرفها هذه القضايا. وعن سؤال حول دعوة الكويت فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، رد الصباح أنه تم استدعائه بصفته رئيس مجموعة العشرين إلى جانب جميع التجمعات الموجودة في العالم إضافة إلى دول لها اهتمام بإفريقيا كالصين والهند واليابان.