يجمع المتدخلون في تدبير المنشآت المائية بالمغرب أن ظاهرة التوحل أصبحث تهدد السدود بمختلف مناطق المغرب، فبجهة سوس ماسة درعة وحدها تعرضت عدة سدود تلية وسدود صغيرة للتوحل الكامل بسبب ما يصفه المعنيون بقطاع الماء بتعرية الأحواض المائية الناتجة أساسا عن غياب أو ضعف المساحات الغابوية التي تساعد على حماية هذه الوحدات من التوحل بشكل سريع. وتؤكد مصادر مسؤولة أن توحل السدود يهدد الطاقة التخزينية للسدود وطنيا والتي لا تتجاوز 18 مليار متر مكعب، حيث تفقد حوالي 75 مليون متر مكعب سنويا، فيما يرى متتبعون أن المشكل يرجع إلى اختلال العدالة المجالية في توزيع هذه المنشآت وفي توزيع الجهود الخاصة بوقايتها وصيانتها. «التجديد» وقفت على نموذجين لسدين تعرضا للتوحل الكامل، بكل أكادير وإقليم تنغير، قبل أن تشرع وكالة الحوض المائي بسوس ماسة درعة في الشروع في تنقية سد «تيلضي» على مشارف أكادير وإفراغه من الأوحال. وتقدم ملفا لقرائها يتناول آراء خبراء وفاعلين في هذا المجال. سد بتنغير يتحول إلى فضاء لهواة كرة القدم! شيد سد «أقا نوسيكيس» في الفترة الممتدة من 1986 و1989 بقرية «أوسيكيس» بإقليم تنغير. وتسبب فيضان كبير عرفته المنطقة سنة 2010 في انهيار كلي دفعة واحدة لأزيد من 6 عتبات بعلو يفوق 3 أمتار كانت تساهم في تقليص نسبة التوحل. وعاينت «التجديد» وضعية التوحل الكامل للسد، كما تبين ذلك الصور، إذ تحول إلى ملعب يقبل عليه شباب القرية خلال العطل المدرسية وفصل الصيف بالخصوص لمزاولة كرة القدم، في الوقت الذي كان طول السد يبلغ طول المساحة التي تملأها المياه، وذلك بأزيد من 900 متر وعمقه يتجاوز 22 مترا، حسب مصادر مسؤولة. وفي تصريح ل»التجديد» قال سعيد فاضل، عون عمومي لدى وزارة التجهيز والنقل، مكلف بالحراسة منذ انتهاء أشغال السد قبل حوالي 24 سنة، إنه كان يقدم تقارير شهرية عبر البريد للمصلحة المعنية بمديرية التجهيز بورزازات، عن وضعية السد سواء ما يتعلق بمستوى المياه أو الأنابيب التي يتم تصريف المياه عبرها لتزويد الفلاحة المحلية بمياه السقي. وأشار المتحدث إلى كونه يعيش ظروفا صعبة بالنظر إلى بعد السد عن مسكنه وسط الجبال بحوالي 3 كيلومترات ولا يتوفر على مسكن للحراسة فضلا عن غياب أدنى شروط السلامة، وغياب أي تعويضات تذكر عن هذه الظروف الصعبة، يؤكد المتحدث. انخفاض ملء سدود جهة سوس ب 15% سجلت حقينة السدود التسعة التابعة لوكالة الحوض المائي بجهة سوس ماسة درعة، نهاية العام المنصرم، نسبة ملء تصل إلى 66 في المائة، في مقابل 81.3 في المائة برسم نفس الفترة من السنة الماضية، أي بانخفاض بلغ 15.3 في المائة. وأفادت بيانات نشرتها الوكالة الجهوية على موقعها الإلكتروني أن المخزون الكلي من المياه للمنشآت التسع يصل إلى 795 مليون و486 ألف متر مكعب، في مقابل 979 مليون و694 ألف متر مكعب برسم نفس الفترة من سنة 2011. ويشير توزيع الكميات المخزنة من المياه إلى أن نسبة ملء سد «المنصور الذهبي» تصل إلى 59.8 في المائة، في مقابل 65.2 في المائة بالنسبة لسد «عبد المومن» و77.3 في المائة بالنسبة لسد «مولاي عبد الله» وحوالي 60 في المائة النسبة لسد «إيمي الخنك» و87 في المائة بالنسبة لسد «أولوز» و100.7 في المائة لسد «المختار السوسي» و99.28 في المائة بالنسبة لسد «أهل سوس» و 41.5 في المائة بالنسبة لسد «الدخيلة» و59.5 بالنسبة لسد «يوسف بن تاشفين».