شخص المنتدى الوطني للتعليم العالي والبحث العلمي - في بلاغ له، توصلت التجديد بنسخة منه- وضعية التعليم العالي والبحث العلمي بالمغرب، خاصة في ظل الحكومة الحالية ومسؤولية السيد خالد عليوة وخرج ببعض التوصيات للنهوض بهذا الملف منها: ضرورة فتح ملف مراجعة القانون الإطار 01.00 بتعديل وتغيير البنود التي تمس كرامة الأساتذة وخاصة المادة 17 منه. فتح حوار جاد ومسؤول مع الأجهزة التمثيلية للأساتذة تربويا ونقابيا من أجل صياغة نظام أساسي جديد يستند إلى الأرضية التوافقية بين الوزارة الوصية والنقابة الوطنية للتعليم العالي قبل فبراير 1997 والتي تعتمد نظام الإطارين. لا يمكن إقرار أي هندسة بيداغوجية كيفما كان نوعها إلا من طرف الأجهزة التقريرية للأساتذة في مجالس الكليات ومجالس الجامعات أسوة بالنظام الأوروبي. ضرورة الإعداد الجدي والعاجل للنصوص التطبيقية للقانون الإطار 00.01 المتعلقة بمؤسسات التعليم العالي غير التابعة للجامعة وخاصة منها مدارس تكوين الأطر التربوية، بشكل يجعلها تنخرط بدورها في مسيرة إصلاح التعليم العالي، مع أداء مهمتها في التكوين والتأطير والبحث بمنظور جديد في شقين: مهني وأكاديمي. ضرورة الحسم في الوضعية النشاز التي تعرفها جامعة القرويين جراء عدم تعيين رئيس لها لحد الساعة، والارتباك الحاصل في متابعتها لملف الإصلاح البيداغوجي نظرا للوضعية الخاصة التي تعرفها هذه الجامعة تباعد مؤسساتها، وفي هذا السياق يحذر المنتدى الوطني للتعليم العالي والبحث العلمي من أي تهميش لهذه الجامعة العريقة، ويدعو إلى تمكينها من الموارد المادية والبشرية الكافية لتطوير منظومة التكوين والبحث بها بما ينسجم ورسالتها السامية ودورها التاريخي، والمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقها حاضرا ومستقبلا في حفظ وترسيخ الهوية الحضارية المغربية، وإشعاعها في زمن العولمة وتدافع الحضارات. على المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي وضع مصلحة التعليم العالي فوق كل اعتبار، والالتزام بقرارات المؤتمر الوطني السابع، والرجوع من جديد إلى صفوف الأساتذة بتسطير أشكال نضالية تصاعدية في أفق توفير ظروف مادية ومعنوية ملائمة للتكوين والبحث العلمي تنسجم والمسؤولية الملقاة على عاتق الأساتذة الباحثين. الجامعة المغربية تمر الآن بظروف حرجة، ومطلب الإصلاح الجامعي ينتظره الشعب المغربي، ولا مجال فيه لأي مزايدة سياسية أو تخطيط ارتجالي مزاجي تتغير فيه المواقف الحكومية بتغير الوزير المشرف على القطاع. ويستحضر المنتدى في بلاغه أخيرا أجواء التوتر المشحونة التي تمر منها منطقة الخليج العربي نتيجة الحشود العسكرية الأمريكية الموجودة بالمنطقة ضدا على كل الأعراف والمواثيق الدولية المحرمة لانتهاك سيادة الدول والشعوب، ويدين بشدة الهجمة الأمريكية البريطانية الشرسة التي تستهدف الأمة العربية والإسلامية في الإنسان والاقتصاد والحضارة بصفة عامة، وخاصة بفلسطين والعراق. وكان حزب التقدم والاشتراكية قد نظم الأحد الأخير بالرباط يوما دراسيا حول أوضاع الجامعة والبحث العلمي وتكوين الأطر بالمغرب تحت شعار: إصلاح شمولي يهدف النهوض بالجامعة المغربية. وخلال افتتاح اليوم الدراسي أكد سعيد السعدي أن تحديات العولمة وانتشار مجتمع العلم والمعرفة والدور المتعاظم لتكنولوجيا الإعلام والتواصل تبرز أهمية تأهيل العنصر البشري وتكوينه كمدخل أساسي لتحقيق التنمية الشاملة للبلاد. وجاءت كلمة سعيد السعدي حول ضرورة الاعتناء بالعنصر البشري في وقت تنتقد فيه الأوساط الجامعية وزارة التعليم العالي التي لم توفر الموارد البشرية الكافية والضرورية لتنزيل الإصلاح الجامعي خلال الموسم الجامعي المقبل 2003 2004. ولئن اعترف سعيد السعدي ببعض انتعاشة في التعليم العالي خلال الآونة الأخيرة، فإنه مع ذلك وكما أعلنت عن ذلك وكالة المغرب العربي للأنباء قد اعترف في المقابل بضعف مردوديته ببلادنا وعجزه عن أن يكون في المستوى الذي يؤهله للعب الدور المؤثر في إنتاج المعرفة وابتكار التكنولوجيا الضرورية والتفاعل مع المحيط الاقتصادي. عبد الرحمان الخالدي