نوهت كل من حورية وبهيجة هيدور المفرج عنهما أخيرا بعد قضاء عقوبة ستة أشهر بسجن عكاشة في محاكمة "الخلية النائمة"، في أول بيان لهما بتاريخ 28 فبراير 2003 ، ب"مجهودات المؤازرين لمحنتهما" طيلة ثمانية أشهر الماضية، واعتبرتا ذلك ردا للجميل ومن باب اللياقة. وقد استهل البيان بالتنويه بالصحافة المحلية المكتوبة لما أولته من اهتمام واضح في متابعة قضيتهما، وخص بالذكر صحف "التجديد"، "الصحيفة"، "لوجورنال"، "التجمع"، الشرق الأوسط"، "الصباح"، و"الأيام". وقال الببان إن جريدة "التجديد" واكبت ملف "الخلية النائمة"، طيلة ثمانية أشهر، في أدق التفاصيل وعاينت المعقد منها والجزئي. وفي المقابل أشار البيان إلى ما سقطت فيه بعض الصحف المحلية والقنوات الفضائية من انحياز وميل إلى الإدانة والتكهن بإعدام المتهمين. وذكر البيان أن بعض القنوات الفضائية كانت تقوم بالتغطية الشاملة للأحداث وترسل الأشرطة إلى جهات لا علاقة لها بالإعلام، واستثنى من ذلك قناة mbc وبعض القنوات الخرى. ومن جهة أخرى نوه البيان بفرع البيضاء للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، كتحرك يتيم منه لمساندة المعتقلتين وعائلاتهما، في غياب باقي مكونات المجتمع المدني التي تشبثت بالصمت و"بتعليق شعار أجوف" بادعائهم الدفاع عن حقوق الإنسان. ووصف البيان كلا من المحاميين توفيق مساعف وخليل الإدريسي بكونهما "جنرالات الدفاع عن الملفات الصعبة والمنسوجة"، وأنهما تجاوزا مهمة الدفاع إلى المؤازرة الاجتماعية والإنسانية. ولم تنس بهيجة وحورية هيدور، في بيانهما المذكور، أن تتقدما بالشكر لجميع أفراد عائلتهما بما قاموا به من جهد لمؤازرتهما كإصدار البيانات والاتصال بالجهات القضائية والإدارية وتنظيم اعتصام دام 20 يوما أمام سجن عكاشة بالدارالبيضاء. وعلى صعيد آخر شدد البيان على أن المغرب آمن من الإرهاب السياسي الداخلي، ووجب التصدي كل من يوهم الشعب بأن البلد غير ذلك، كالمناورات التي يقوم بها بعض المسؤولين لاصطناع الأحداث الإرهابية وإيهام الشعب بأنهم أبطال ويعملون على نسف مؤامراتها. وتضيف بهيجة وحورية هيدور أنهما عاشا بنود مشروع مكافحة الإرهاب، المعروض حاليا على مجلس النواب من أجل المصادقة عليه، من تنصت على الهواتف وانتهاك حرمة مساكن عائلاتهما ومصادرة الوثائق والأموال. وعبرت صاحبتا البيان عن كون ما جرى لهما في أطوار هذه القضية سوف لن يزحزح من وطنيتهما الثابتة شيئا، كما لقنهم ذلك أبوهما الذي شارك في المسيرة الخضراء، ولم يعلم أنهما ستكونان عرضة للتنكيل من طرف غير الشرفاء، وأنهما متيقنتان من براءتهما وسيثبت ذلك المجلس الأعلى في المستقبل. وللتذكير فإن بهيجة هيدور، هي زوجة السعودي زهير الثبيتي، اتهمت فيما سبق بعدم التبليغ عن وقوع جناية، أما أختها حورية فقد توبعت بتهمة إتلاف معالم جريمة، وأدينتا بستة أشهر حبسا نافذا، وبرأتهما المحكمة من تهمة الفساد. عمر العمري