يسود تذمر كبير في صفوف الموظفين الراغبين في التسجيل بالجامعات بعد أن اصطدموا بقرار يحرمهم من التسجيل، ويحول دون متابعتهم للدراسة كما كان عليه الحال في السنوات السابقة، إذ تطالب إدارات عدد من الكليات ذات الاستقطاب المفتوح من الموظفين الراغبين في التسجيل في مسالك الإجازة في الدراسات الأساسية، تقديم ترخيص وزاري مصحوب بتفرغ متابعة الدراسة برسم الموسم الجامعي الحالي، إضافة إلى طلب خطي وشهادة البكالوريا، وانتظار قبول ملفاتهم بعد مدارستها وانتقائها، في الوقت الذي أعلنت فيه كلية الحقوق بجامعة المولى اسماعيل بمكناس عدم قبول تسجيل الموظفين. واعتبر مصدر نقابي، أن مطالبة الطلبة بتقديم «شهادة التفرغ» يحرم فئة عريضة من المغاربة من حقهم في الحصول على شواهد ودبلومات عليا، ويمنع "ضمنيا" الموظفين من متابعة الدراسة، وأكد المصدر في تصريح ل»التجديد»، أنه لا وجود لوثيقة «تفرغ» التي تطالب بها الجامعات في مصالح بعض الوزارات، لافتا إلى أن الطريقة الوحيدة التي تتيح للموظفين التفرغ هو «الاستيداع الإداري» وهي الحصول على رخصة بدون أجر. واستبعد المصدر أن يلجأ الموظفون إلى هذه الصيغة لأنها تحرمهم من رواتبهم طيلة المدة التي يطلبونها. وشدد المتحدث على ضرورة أن تبحث الوزارة عن حلول أخرى من قبيل تكييف جدول زمن الدراسة مع أوقات فراغ الموظفين وإيجاد صيغة مناسبة للدراسة عن بعد أو في الليل وفي عطلة نهاية الأسبوع كما هو الشأن عليه في أغلب الجامعات الأجنبية. وأبدت مصادر طلابية تخوفها من أن تنحو الماسترات في اتجاه عدم قبول ملفات الموظفين الراغبين في متابعة الدراسات العليا. وكانت مذكرة وجهها لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر السنة الماضية إلى الجامعات «في شأن ولوج مسالك الماستر والماستر المتخصص»، تدعو رؤساء الجامعات السماح فقط للطلبة المتفرغين بشكل كامل لمتابعة دراستهم العليا بولوجها مع إلزامية الحضور لهؤلاء الطلبة. وفي سياق متصل، سجلت مصادر طلابية حالة «ارتباك» في تعامل إدارات الكليات مع الاكتظاظ الكبير التي تعيشه أغلب الجامعات. إذ أعلنت كل الجامعات عدم قبولها تسجيل الطلبة الحاملين للبكالوريا قبل سنة 2012. ولجأت بعضها إلى حصر لائحة المسجلين في عدد محدد ببعض الشعب كما هوالحال بالنسبة لكلية الآداب ظهر المهراز بفاس، التي أعلنت منذ اليوم الأول لبداية التسجيل أنها ستوقف عملية التسجيل في حدود 500 طالب بأربع شعب هي؛ علم النفس والفلسفة وادراسات الإنجلزية والفرنسية، علما أنها الشعب التي تعرف إقبالا كبيرا للطلبة. ولجأت جامعة مكناس إلى اتخاذ قرار بعدم تسجيل المترشحين الأحرار ولو حاملي شهادة البكالوريا لسنة 2013، وطلبت بعض بعض الكليات التابعة للجامعة من الراغبين في التسجيل تقديم طلب من أجل انتقاء عدد محدد بعد دراسة الملفات، يأتي ذلك في وقت كان إدارة الكليات تطلب من الرغبين في التسجيل شهادة العمل. كما أقرت كلية العلوم بمكناس عدم تسلم طلبات التسجيل من المترشحين الأحرار الذين يتجاوز عمرهم 24 سنة قبل أن تتراجع تحت احتجاج الطلبة. وفي اتصال ل"التجديد"، أكد مستشار لوزير التعليم العالي أن الوزارة تستعد لتنظيم ندوة صحفية للحديث عن مستجدات الدخول الجامعي الحالي، وقال ردا على سؤال حول المشاكل التي يواجهها الطلبة الجدد، إن الدخول الجامعي يمر في ظروف حسنة رغم الصعوبات الناتجة عن تراكمات التدبير السابق.