في بداية تسعينيات القرن الماضي، كانت حرب الخليج، بعد الهجوم العراقي على أراضي الكويت . في ذلك الوقت ظهرت فتاوى متضاربة بشأن الاستعانة بالقوات الأجنبية في هذه الحرب التي دارت رحاها في أرض المسلمين «الخليج العربي». الشيخ عبد العزيز بن الصديق العالم الصوفي الكبير بطنجة ابن أسرة العلم والعلماء «بن الصديق» وخطيب أحد مساجد طنجة، لم يكن بعيدا عن الأحداث الجارية في العالم الإسلامي، فكانت فتواه الشهيرة في إحدى خطبه بحرمة الاستعانة بالأجنبي في حرب ضد المسلمين في إشارة إلى الإستعانة بأمريكا في الحرب ضد العراق، وهو التحالف الذي - بحسبه- نجم عنه قتل وتدمير وإهدار دماء المسلمين، هذه الفتوى كانت سببا لإيقاف الشيخ عبد العزيز بن الصديق وهو من علماء المغرب الكبار عن خطبة الجمعة والقاء دروس الوعظ في المساجد. لكن عزل هذا العالم الذي كان له مريدون من مختلف مدن المغرب لم يمر دون ردود فعل، فكان البيان الذي أصدره عدد من العلماء والدعاة والأساتذة استنكارا لقرار منع الشيخ عبد العزيز بن الصديق عن ممارسة مهمته الخطابية، وهو ما اعتبره هؤلاء الموقعون على البيان «منعا تعسفيا» و «استمرارا مبيتا في سياسة التضييق على العلماء ومحاصرة الدعوة والدعاة وسعيا في خراب المسجد بإقصاء الخطباء الأكفاء والعدوان على بيوت الله». الموقعون على البيان المذكور دعوا إلى «كف الأذى عن بيوت الله ومراعاة حرماتها وتسهيل مهمة القائمين عليها وتقدير مسؤوليتهم والتبعات الملقاة على كواهلهم في النهوض بالدعوة والبلاغ التي هي أشرف مهمة وأعظم رسالة بنص كتاب الله « ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين»». ومن الشيوخ والخطباء والأساتذة الموقعين على هذا البيان: محمد زحل، محمد الضعيف محمد حبيبي، عبد الحميد أبو نعيم، القاضي برهون، لحسن أصنغور، عبد العزيز الغراوي، محمد الجبلي، ادريس امزيان الحسني الجاي، محمد العباسي، الحسين المكودي، محمد عفان، علال العمراني، المصطفى القبايلي، عبد الرحيم أقوام، المصطفى الرميد، عبد السلام الموذن، محمد بنساسي، عز الدين توفيق. يذكر أن العلامة المحدث الصوفي الشيخ عبد العزيز بن الصديق من مواليد مدينة طنجة سنة 1338ه الموافق 1918م، طلب العلم على يد والده الشيخ محمد بن الصديق، وفي سنة 1355ه قرر السفر إلى جامعة الأزهر بمصر، حيث أخذ على علمائها وشيوخها، وقد ترك الشيخ عبد العزيز بن الصديق أبحاثا علمية كثيرة نشرها في العديد من المجلات والصحف، توفي رحمه الله يوم الجمعة 6 رجب 1418 الموافق 7 نونبر 1998 ودفن بجوار والده بالزاوية الصديقية.