أسست مدرسة الصهريج بفاس، سنة 721ه /1321م، بالقرب من مسجد الأندلس بنى أبو الحسن المريني مدرسة الصهريج، المعروفة بالمدرسة الكبرى وكان ذلك عام 721 هجرية موافق 1321 ميلادية، وأنفق في بنائها ما يزيد على مائة ألف قطعة ذهبية، وتعد مدرسة الصهريج من أجمل المعالم التاريخية المرينية. وتقع المدرسة جنوب المسجد الكبير للأندلسيين. وتتكون من فناء وسطي تنتظم حوله قاعة للصلاة، وثلاث أروقة وحجرات للطلبة. تشغل قاعة الوضوء الجزء الجنوبي الغربي، بينما فتح باب الدخول في جدار السور الغربي وألصقت بها فتحة باب تؤدي إلى نافورة وإلى مراحيض. ويشغل الطابق العُلوي غرف الطلبة. يؤمن الدخول إلى المدرسة باب مفتوح في محور المبنى، ويحمي هذا الباب المفتوح في الجدار الغربي، ممر كبير مسقوف ويسمح درجان بالمرور إلى بهو مربع تقريبا، يؤدي مهمتين، يقي مصراعي الباب الخشبيين، ويربط بين الرواقين الجانبيين والفناء الوسطي والطوابق. يمتد الفناء المستطيل الشكل المزين بحوض إلى قاعة الصلاة. يحف بالجانبين الشمالي والجنوبي رواقان مدعمان بواسطة أعمدة متينة. تخفي حواجز خشبية، مماثلة لتلك التي توجد بالمدرسة البوعنانية، الرواقين الذين يؤديان إلى حجرات الطلبة. وتصعد الأعمدة الجدارية على طول الواجهات وتدعم عقودا كاذبة. فتحت في الواجهة الجنوبية باب كبير يلتصق به فتحتان ثانويتان تسمحان بالمرور إلى قاعة الصلاة. توجد بالواجهة الجنوبية للفناء فتحة كبيرة يعلوها عقد مقرنص، ويحف بها بابين صغيرين ثانويين، تنفتح على قاعة الصلاة. أما على الواجهة الجنوبية للمدرسة، فتوجد قاعة الوضوء التي تحتل جنباتها الأربعة غرف صغيرة. أما في الطابق العلوي، فرضت ضرورة الحصول على غرف عديدة تقسيما مبتكرا للمجال، ففي الواجهة الشمالية يوجد ممر يحيط بجدار السور المؤدي للغرف، أما على الجانب الجنوبي للسور، فيحف بالرواق من الجهتين صفان من الغرف، تؤمن لهم مجموعة من المناور الإضاءة والتهوية. بعد محاولة مترددة في مدرسة الصفارين، وبرغم التصميم الغير منتظم وغياب التناسق، توصل المهندس إلى نتيجة كبيرة التوازن. من جهة أخرى، وانشغالا بتنظيم متناسق، يستجيب لوظائف مختلفة، تم تبني محور طولي الذي يسمح بهيكلة مختلف المرافق. حصل هذا بواسطة تنظيم خطي لأبواب المدرسة و قاعة الصلاة و بموضع المحراب. تعيد الزخرفة التي تغطي الواجهات نفس تنظيم زخرفة المدارس الكبرى المعاصرة : لوحات تربيع خزفية متوجة بالجص والخشب المنقوش، أما الأرضية والحوض فقد لُبّسا بقطع زليج مربعة متعددة الألوان، ترسم أشكالا هندسية.