اختتمت أشغال المؤتمر التأسيسي لجمعية مهندسي حزب العدالة والتنمية بانتخاب المهندس محمد صديقي رئيسا لها رفقة طاقم هندسي سيقود المرحلة الأولى من عمر الجمعية مشكل من كل من عبد اللطيف سودو، وعبد المالك بوشانة، وخديجة حيكر، وسعيد ليمان، ومنير الكنوني، وجهاد رباح، ورشيد بلمقسية، ورشيدة هزام. كما صادق المؤتمر بالإجماع على القانون الأساسي للجمعية وكذا الورقة الإطار الحاكمة لعمل الجمعية. المؤتمر الذي حضره ما يقارب 621 مؤتمرا يمثلون مختلف أقاليم المغرب، فضلا عن بعض المهندسين الذين ينتمون إلى ديار المهجر. قال فيه عبد العزيز عماري، المدير العام للحزب الذي ترأس المؤتمر التأسيسي لجمعية مهندسي العدالة والتنمية، إن الكل في حاجة إلى أن تستجيب هذه الجمعية للتحديات والانتظارات التي يراهن عليها المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية بعدما صادق في لقائه الأخير على قرار تأسيس هذه الجمعية من جهة، كما أن الرهان كبير أيضا على أن تتحقق آمال الجمعية والمهندسين والهندسة الوطنية عموما، لتسهم من جانبها في تنمية هذا الوطن وتقدمه وازدهاره، مشيرا إلى أن الجمعية ستتعاقد مع الإدارة العامة لحزب العدالة والتنمية على برنامج واضح ومحدد ودقيق. من جانبه أكد محمد صديقي، رئيس جمعية مهندسي العدالة والتنمية، في كلمة له بعد انتخابه، إن الهدف من تأسيس هذه الجمعية هو إعلاء كلمة المهندس المغربي أينما كان، وإعلاء مشروع حزب العدالة والتنمية، والتمكين لهذا المشروع الوطني من جانب ما يمكن أن يساهم به المهندس المغربي لتنمية الوطن والمساهمة في رفاهيته. إلى ذلك، أصدر المؤتمر التأسيسي للجمعية بيانا ختاميا أكد فيه على ضرورة انخراط مهندسي الجمعية في معركة الإصلاح والديمقراطية والتنمية في انسجام تام مع اختيارات وتوجهات حزب العدالة والتنمية، باعتبار أن الجمعية هيئة موازية للحزب. ودعا البيان الختامي مهندسي ومهندسات الجمعية إلى ضرورة النهوض بالهندسة الوطنية وتعزيز تقنين مختلف تخصصاتها وتحسين ظروف اشتغال المهندسين ليسمح لهم بأداء واجبهم الوطني على أكمل وجه، وتطوير التكوين الهندسي. وأضاف البيان أن الجمعية منفتحة ومستعدة للتعاون مع كل الهيئات المهتمة بالشأن الهندسي وطنيا ودوليا، كما أكد البيان على تضامنه مع كل القضايا العادلة لبعض الفئات الهندسية الوطنية. هذا وأشارت ذات الوثيقة إلى أن المؤتمر التأسيسي عرف مدارسة الورقة الإطار المنظمة لعمل جمعية مهندسي العدالة والتنمية، كما تم المصادقة بالإجماع على القانون الأساسي للجمعية بعد إدخال بعض التعديلات. يشار إلى أن المؤتمر التأسيسي لجمعية مهندسي حزب العدالة والتنمية انعقد طيلة يومي السبت والأحد 22 و23 يونيو 2013 بسلا، وعرف حضور الأمين العام للحزب عبد الإله ابن كيران، كما تميز بحضور عدد من المهندسين الحزبيين. الورقة الإطار لجمعية مهندسي العدالة والتنمية منطلقات مؤسسة كان للهندسة عبر التاريخ موقع متميز في تطور الأمم وانتقالها من مرحلة إلى أخرى على سكة التحديث والتنمية، وستظل خزانا للابتكار والإبداع وبوابة طبيعية لإنتاج مختلف الاستراتيجيات التنموية. ونظرا لارتباط التنمية بمستوى الهندسة فإن المهندس يمثل مركز ثقل في المبادرة أو التخطيط الهادف إلى تقوية الاقتصاد وإيجاد الحلول الناجعة للسياسات العمومية. والمغرب، وهو ينخرط في ركب التنمية والتقدم، يزخر بطاقات هندسية ذات كفاءات عالية وهو في حاجة ماسة اليوم إلى تقوية مكانتها والاستفادة من قدراتها الإبداعية والاقتراحية والبحثية. وذلك عن طريق وضع إطار واضح يساعد المهندس على القيام بدوره الريادي اتجاه المجتمع. وانطلاقا من الوظائف الأساسية للأحزاب السياسية كما حددها الفصل 7 من الدستور، وعلى الخصوص تلك المتعلقة بالعمل على تأطير المواطنات والمواطنين وتكوينهم السياسي، وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية وفي تدبير الشأن العام، يعمل حزب العدالة والتنمية على تطوير بنائه التنظيمي بما يمكنه من استيعاب مختلف الفئات وتأطيرها بأفضل الطرق. وفي هذا السياق يأتي إحداث الهيئات الموازية للحزب لتشكل مجالات مناسبة للعمل إما لفئات معينة كالشباب والنساء أو لقطاعات تخصصية كالأطباء والصيادلة والمحامين... وعلى هذا المنوال يأتي اليوم تأسيس جمعية مهندسي العدالة والتنمية. وتشكل هذه الورقة أرضية تصورية تحدد الاختيارات الأساسية لهذه الجمعية. الوظائف الأساسية لجمعية مهندسي العدالة والتنمية لتحديد الوظائف الأساسية لجمعية مهندسي العدالة والتنمية يتم استحضار العناصر التالية : - الأهداف التنظيمية المتوخاة من إحداث الهيئات الموازية لحزب العدالة والتنمية، والمتمثلة أساسا في اعتبارها آليات تمكن من استيعاب الأطر وتأطيرهم وبما يمكن كذلك من : تعزيز بنية الحزب وتقويتها عبر رفده بأطر ذات كفاءة و قدرة على الإنتاج وعلى التدبير وذلك ليتمكن من القيام بما هو مطلوب منه لمواجهة التحديات المطروحة في الواقع المغربي، تقوية حضور الحزب و إشعاعه داخل فئة الأطر، بما يتجاوز مستوى التعاطف المرتكز فقط على بعدي الهوية و الالتزام ليشمل المستويات البرنامجية؛ المساهمة في إنتاج الأفكار والبرامج باعتبار ذلك من أولويات المرحلة. - الدور المتميز للمهندس في مختلف الاستراتيجيات والمشاريع التنموية، تخطيطا وتطويرا وإنجازا، مما يتطلب تطوير مستواه التقني والمهني وكذلك تعزيز انخراطه في مشروع البناء الديموقراطي والتنموي لبلادنا. - واقع الهندسة الوطنية والمهندس المغربي والذي يواجه عدة إكراهات سواء على مستوى منظومة التكوين الهندسي أو على مستوى تحصين المهنة الهندسية أو على مستوى تقنين وتنظيم عمل المهندسين، بالإضافة إلى تحديات الانفتاح غير المتوازن في إطار العولمة الشاملة مما يهدد بتقزيم دور الهندسة الوطنية والدفع بها للقيام بأدوار هامشية، مع ما يشكله ذلك من تهديد لفعالية مجتمعنا ولاستقلالية وتنافسية الاقتصاد الوطني. - خصوصيات فئة المهندسين التي تتميز بالتنوع الكبير على مستويين : التخصص التكويني: ذلك أن المهندسون يتميزون بالتنوع الكبير على مستوى نوعيات تكوينهم ومجالاته؛ التخصص الوظيفي: حيث إن مجالات الاشتغال المهني و نمطه تأخذ أشكالا كثيرة من التنوع ما بين العمل ذي الطبيعة التدبيرية، الإدارية والتقنية، وما بين العمل في القطاع الخاص أو العام. انطلاقا من هذه العناصر الأربعة يأتي تحديد وظائف جمعية مهندسي العدالة والتنمية فيما يلي : تعزيز وتقوية حضور المهندسين داخل الحزب عبر تيسير إدماج المنتمين واستيعاب المتعاطفين؛ التأطير والرفع من الكفاءات المهنية للمهندسين؛ المساهمة في تطوير الهندسة الوطنية والقوانين المرتبطة بها؛ تعزيز دور المهندس في الحياة العامة؛ تعزيز ثقافة وأخلاقيات المهنة و الدفاع عن قضايا المهنة الهندسية ؛ دعم مساهمة حزب العدالة والتنمية في مجال التنمية والمساهمة في تطوير قدرته الاقتراحية؛ إحداث فضاءات للتواصل والتعاون بين أعضاء الجمعية؛ الاهتمام بطلبة الحزب أثناء الدراسة و توجيههم و دعمهم بعد التخرج؛ التفاعل مع القضايا الوطنية و الدولية ذات الصلة بالهندسة؛ إقامة علاقات التعاون مع جمعيات و هيئات مماثلة وطنيا و دوليا. منهجية اشتغال الجمعية انطلاقا من الأهداف العامة المسطرة يتبين أن العمل يجب أن يكون بشكل مفتوح إلى عموم المهندسين، ذلك أن المنتمين منهم للحزب من المفروض أن يشتغلوا بشكل طبيعي داخل مختلف مؤسساته ومنها قطاع المهندسين كفاعلين ومؤطرين. ومن تم يجب ألا يقتصر هذا العمل على تجميع المهندسين المنتمين للحزب داخل بنيات تنظيمية مستحدثة في إطار بناء قطاع المهندسين، بل يتجاوز ذلك إلى بناء هيئات وظيفية قادرة على ابتكار واقتراح أفكار ومسارات وحلول جديدة وبلورة وتنفيذ البرامج التي تندرج في إطار تحقيق أهداف هذا العمل. وفي هذا الإطار يجب إيلاء المتعاطفين مع الحزب عناية خاصة لتيسير انخراطهم في هذا العمل، في إطار صيرورة ديناميكية تعطي الأولوية للفعل المنتج الذي يمكن اعتباره الأداة الأكثر جدوى في شحذ الهمم و تحفيز الانخراط المطلوب. كما أن التنوع الكبير الذي يميز فئة المهندسين يفرض اعتماد أشكال متنوعة و مرنة للعمل تتلائم مع كل هذه الخصوصيات، خاصة في هذه المرحلة التأسيسية. وفيما يتعلق ببناء التنظيم، فيجب أن يتم بشكل متدرج و ذلك بالاعتماد أساسا على توفر العنصر البشري القادر على ذلك. بما يتجاوز القدرة التنظيمية إلى القدرة على تأطير فئة تتميز بانتظارات عالية بالنظر لمستواها. و ينبغي الحرص على اندراج الأعمال في إطار أولويات وبرنامج الحزب في كل مرحلة في ارتباط وثيق مع باقي مؤسساته، وذلك بهدف عقلنة الجهود من جهة وتكثيف المردودية من جهة أخرى. و تجدر الإشارة إلى أن إنجاز الدراسات و الأبحاث و تنظيم الندوات والأيام الدراسية تعتبر وسائل لا غنى عنها من أجل القيام بالعمل. ولتجنب التداخل في المهام مع اللجان الموضوعاتية التابعة لمنتدى التنمية للأطر، ولضمان التكامل من المفيد التأكيد على أهمية التنسيق بين المنتدى وجمعية مهندسي العدالة والتنمية من أجل عقلنة الجهود، بحيث تكون إنتاجات هذه الأخيرة مفيدة للأولى في عملها، وأن القيام بهذه الأعمال داخل قطاع المهندسين يأتي باعتبارها تساعد على تحقيق أهداف الحزب و القيام بمهامه.