دعا رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان إلى تعزيز التعاون التجاري بين المغرب وتركيا، وأعرب عن أمله في جعل الميزان التجاري بين المغرب وتركيا متوازنا، وأكد خلال جلسة العمل الموسعة التي ترأسها رئيس الحكومة المغربية، أول أمس الثلاثاء، أن «هناك اختلال في التوازن التجاري بين البلدين»، وأفاد أنه أصدر تعليماته لوزير الاقتصاد والمالية التركي، ل»تحقيق التوازن وتقليص العجز التجاري، عن طريق «التعاون المشترك والرفع من الصادرات المغربية نحو تركيا، ودعم الاستثمار المباشر في المغرب»، وذلك من أجل «تحقيق العدل والتكافؤ بين الجانبين في المبادلات التجارية»، مشيرا أن هذا هو السبيل الوحيد ل»دعم تطور العلاقات التجارية بين المغرب وتركيا». وقال أردوغان أنه «يتفهم وجود هواجس وملاحظات لدى الجانب المغربي»، مشيرا إلى أن المهم هو «عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة لحل الإشكالات العاقلة بمختلف القطاعات». وأشار أردوغان خلال جلسة العمل الموسعة، إلى أن «العشرات من رجال الأعمال الأتراك يرافقونه من أجل استشراف فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي بينهم وبين نظرائهم في المغرب»، وأفاد بان «رجال الأعمال الأتراك المرافقين له يمثلون 85 شركة تركية دخلها مجتمعة يناهز 45 مليار دولار سنويا»، وهو ما اعتبره «رقم مهم يمكن أن يتطور وينعكس على البلدين». وحث أردوغان رجال الأعمال الأتراك على الاستثمار المباشر في المغرب، وكشف خلال كلمة له أمام رجال الأعمال المغاربة والأتراك، بمنتدى الأعمال المغربي التركي، مساء أول أمس بأحد فنادق العاصمة الرباط، على أنه طلب من رئيس الحكومة المغربية أن يتم تحديد لائحة بالمجالات التي يود المغرب أن يستثمر فيها الأتراك، مشيرا إلى أن «حجم الاستثمارات التركية ضعيف وغير كافي لحد الآن». وخلال نفس منتدى الأعمال الذي ينعقد بتنسيق بين جمعية أمل للمقاولات وجمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية، بمشاركة رجال الأعمال المغاربة وما يقرب من 300 رجل أعمال تركي، قال أردوغان أن تركيا تولي اهتماما كبيرا بالعلاقات الثنائية مع المغرب، «نظرا للموقع الاستراتيجي للمغرب، وللاستقرار الذي يشهده المغرب والذي يساهم بشكل فعال في استقرار المنطقة»، وأشار المسؤول التركي إلى أن «النقل البحري المباشر بين البلدين، «سيمكن من الفوز بأكبر نصيب من السوق الأوروبية والإفريقية». وطالب أردوغان بتبسيط مساطر استثمار رجال الأعمال الأتراك من أجل الدخول إلى السوق المغربية، مشيرا إلى أن التعاون بين البلدين يجب أن يرقى إلى مستويات أهم في ظل وجود تعاون سياسي وعسكري بين المغرب وتركيا، سيترجم من خلال زيارة قائد الأسطول التركي إلى المغرب في القريب، وذكر المسؤول التركي أن بلده تولي أهمية كبرى للزيارة المرتقبت، التي أجلت السنة الماضية، للمسؤولين العسكريين المغاربة إلى تركيا، وعبر عن أمله أن تساهم الزيارة في «تدعيم التعاون الأمني بين البلدين وتطويره»، وأفاد أردوغان أنه منذ 2007، «تنتظر تركيا الموافقة المغربية لإبرام اتفاقية أمنية بين البلدين». واعتبر أردوغان، أن الزيارة التي يقوم بها إلى المغرب رفقة عدد من المسؤولين الحكوميين ورجال اللأعمال أتراك، «تكتسي أهمية كبيرة من حيث الخطوات والقرارات التي ستتمخض عليها في إطار التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى»، مثمنا «المرحلة الجديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين»، وقال أردوغان خلال الندوة الصحفية المشتركة مع رئيس الحكومة المغربية، «هناك قواسم مشتركة بين البلدين، كلا البلدين ساهما في الحضارة الإسلامية تاريخيا وفي الوقت الحاضر، وكلا البلدين يمضيان في حزم في ظل الاستقرار، وهناك إمكانيات هائلة جدا لتحقيق التآزر بين البلدين»، وشدد المسؤول التركي على وجود علاقات صداقة وروابط تاريخية وأخوية تمثل أرضية مهمة جدا لاستمرار التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين البلدين.