اختتمت فعاليات الأكاديمية التكوينية في نسختها الثانية التي نظمتها حركة التوحيد والإصلاح بتمارة لفائدة 40 شابا وشابة من أطر العمل التلمذي للحركة أيام 10-11-12 ماي، تحت شعار "نلتقي لنرتقي" الأحد المنصرم، وسيتم تخريجهم في النسخة الثالثة والأخيرة للأكاديمية هذه السنة المرتقب تنظيمها يوليوز المقبل، وستوزع الجوائز على الثلاثة الأوائل. وانتقد محمد حقي المسؤول الدعوي لمنظمة التجديد الطلابي وعضو لجنتها التنفيذية في محور له بعنوان "الداعية والإعلام" نموذج الدعاة الذين لا يقتحمون مواضيع التدافع المجتمعية، من سياسة وثقافة واجتماع، لأن الدعوة يؤكد حقي تشمل كل هذه المجالات، موضحا أن الدعوة ليست مهمة العلماء فقط والذين بلغوا درجات عالية من العلم، بل هي مهمة كل الناس، مستندا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " بلغوا عني ولو أية"، مضيفا أن علاقتنا بالدعاة يجب أن يطبعها التوقير والاحترام وليس التقديس. من جانبه أفاد الباحث لحسن تالحوت في محور "الداعية والعلم" أن العلم يتطور بالسؤال والتساؤل، "نموذج الشافعي الذي طور كتابه الأم، الذي ظل يجدد فيه من خلال طرح مجموعة من التساؤلات حتى اكتمل، كما قال الشافعي الآن كتب الله على كتابي الكمال"، موضحا أن العلم فكرة وشعور ثم ممارسة وسلوك، مؤكدا أنه لا يمكن للعلم أن ينفصل عن السلوك، قائلا الرسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوتي مجامع الكلم، وفي نفس الوقت كان قرآنا يمشي، وأتي مكارم الأخلاق، وخلص المتحدث إلى أنه لا يجب أن يكون هناك تناقضا بين العلم باعتباره ممارسة وسلوكا، مذكرا أن مكانة العالم العربي في معدلات القراءة والبحث العلمي مقارنة مع الغرب ضعيفة جدا. فيما شرح رشيد الفلولي نائب رئيس المكتب التنفيذي لجهة الشمال الغربي لحركة التوحيد والإصلاح في مداخلته معنى الانتماء إلى حركة التوحيد والإصلاح، وما يقتضيه من واجبات وحقوق، وتحدث الفلولي عن الشق التنظيمي للحركة، الهياكل، التراتبيات التنظيمية، وكذا المهام المنوطة بكل منها. الكاتبة المغربية الشابة مايسة سلامة الناجي اختارت الحديث عن تجربتها في الكتابة، موضحة أن الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية في مقالاتها هو استجابة طبيعية لمنطلقاتها الهوياتية والثقافية، باعتبارها تنتمي إلى مجتمع مغربي أصيل، يعتز بمرجعيته الإسلامية، قائلة سأستمر بهذا الأسلوب ولن أتخلى عنه، فيما سرد الباحث محمد الناجي مجموعة من القصص لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين وعلاقتهم بالله عز وجل لاستخلاص العبر والدلالات. وتعتبر الأكاديمية التكوينية حسب أسعد بوهيشة المشرف عليها فرصة سانحة لشباب "التوحيد والإصلاح" بمدينة تمارة لتنمية مهاراتهم التواصلية، و رصيدهم المعرفي، بغية الوصول إلى مستوى يمكن هؤلاء الشباب، من الإشراف على الأعمال التربوية والثقافية التي تشرف عليها الحركة لفائدة تلاميذ المنطقة، وأوضح بوهيشة في تصريحه "للتجديد" أن اللجنة المشرفة على الأكاديمية سطرت أربعة محاور للتكوين وهي المحور الشرعي، المحور الفكري، المحور المهاراتي، والمحور التنظيمي، هذه المحاور الأربع يقول بوهيشة هي التي تنضبط لها كل الملتقيات التي تشرف عليها الأكاديمية، قائلا "ولقيت الدورة الأخيرة استحسانا من طرف المشاركين في الدورة ومن الأساتذة المؤطرين" . يذكر أن "التوحيد والإصلاح" نظمت الأكاديمية في نسختها الأولى في شهر مارس المنصرم، بعد انتقاء أربعين شابا وشابة من أعضاء الحركة للاستفادة من تكوين الأكاديمية، على ثلاث مراحل.