أصبح التهجّم على رسول الإسلام وعلى المقدسّات الإسلامية سمة لبعض الحاقدين على الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية، علما أنّ العديد من المفكرين الغربيين ما فتئوا يعلنون أنّ أعظم الرسل على وجه الإطلاق هو محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وفي سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها في هولندا قامت نائبة هولنديّة من أصل صومالي بسبّ رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم - وتنتمي هذه النائبة الصوماليّة إلى حزب الشعب من أجل الحرية والديموقراطية الهولندي. وحسب موقعي(لها) و(الإسلام اليوم) فإن التصريحات المسيئة من قبل "أيان حيرسي علي" حول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أثارت مشاعر ما يقارب من مليون مسلم يعيشون في هولندا، بوصفها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالعديد من الأوصاف البذيئة، في حوار نشرته صحيفة "تراو" (Trouw)، السبت الماضي. وقالت "حيرسي علي" - التي لم تدرس - بحسب سيرتها الذاتية - الشريعة أو التاريخ الإسلاميين -: "إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان رجلاً مستبدا ومعقدا وعنيفا، يضيق بالرأي الآخر، ويقتل كل من يقف في وجهه، وإنه كان ضد حرية المرأة؛ حيث أمر بألا تخرج من منزلها، وأن تلبس النقاب، كما قام بحرمانها من الحق في العمل والإرث"، إلى جانب افتراءات أخرى درج بعض المستشرقين على ترديدها. وأفادت النائبة الهولنديّة حرسي علي في تصريحاتها للصحيفة بأنّ رسول الإسلام حارب المرأة وحرمها من العمل والخروج من بيتها. من جانب آخر توالت ردود أفعال المتخصصين في الدراسات الإسلامية في هولندا وخارجها مؤكدة أن معرفة "أيان حيرسي علي" بالإسلام سطحية جدًّا، وأنها تعتمد في آرائها على أحكام مسبقة رائجة في أذهان عامة الغربيين، لا تستند إلى أي أدلة علمية أو معرفية، أو حتى مجرد التحري من خلال مصادر مقبولة فيما تروجه. وقال "محمد سيني" - رئيس جهاز الاتصال بين المسلمين والحكومة الهولندية -: "إن تصريحات "حيرسي علي" بذيئة، وتستحق المساءلة، ولا تليق بنائبة برلمانية.. مثلما أنها لا تخدم مسألة الاندماج التي يطالب بها المسؤولون الهولنديون المسلمين، وتعوق مساعي أولئك الذين يرون أن الحوار هو السبيل الوحيد لاستيعاب الأقلية المسلمة، لا الاستفزاز وتوجيه الشتائم". إلى ذلك طالبت المنظمات الإسلامية المنضوية تحت جهاز الاتصال بين المسلمين والحكومة (CMO)، الحزب الليبرالي (VVD)، بسحب العضوية البرلمانية من "أيان حيرسي علي"، كما طالبته أيضا بالضغط عليها لسحب تصريحاتها المسيئة لنبي الإسلام وللمسلمين؛ "فوظيفة الأحزاب السياسية في هولندا كما يقول مسؤولو هذه المنظمات- ليست الحض على الكراهية والتحريض ضد أقلية من الأقليات الدينية". من جانبه قال "دياب أبو جهجة" - رئيس الرابطة العربية الأوروبية في تصريح لإحدى القنوات التليفزيونية الهولندية -: "إن على نواب البرلمان التزام مسؤولياتهم جيدا، وعدم الإساءة لأي جالية من الجاليات.. عليها (أي "أيان هيرسي علي") أن تغلق فمها خصوصا إزاء الإسلام؛ لأنها قد أضحت اليوم سياسية". غير أن ناطقًا باسم الحزب الليبرالي -الذي حلّ ثالثًا في انتخابات 22 يناير الأخيرة بهولندا - قال: "إن الأمر يتعلق برأي شخصي ل "أيان حيرسي علي" ، وهو رأي لا يمثل وجهة نظر الحزب، كما لا يعتبر متعارضا مع البرنامج الانتخابي الذي خاض الحزب الانتخابات على أساسه". وبرأي الباحث المصري"عمرو رياض": "فإن "أيان حيرسي علي" بدت وكأنها تبحث عن شهرة عالمية على غرار "سلمان رشدي" و"تسليمة نسرين"، بعد أن حققت شهرة محلية، وهو ما لا يجب أن يتاح لها من خلال عدم انجراف المسلمين نحو ردود أفعال غير محسوبة، والتمسك برود الفعل العملية والإعلامية الواعية". وقد أبدت الجالية العربية والمسلمة عبر ممثليها في هولندا إستياءهم الشديد من تصريحات حرسي علي وقرروا إيصال المسألة إلى أعلى المستويات في هولندا حتى لا يصبح رسول الإسلام الذي علمّ البشرية أروع المبادئ على ألسنة الباحثين عن موقع سياسي هنا وجائزة أدبية هناك وحفنة من الدولارات هنالك. ع.ل