وجه عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، رسائل إلى رجال الأعمال وأرباب المقاولات والميسورين بصفة عامة، وقال «أحسن أن نكون في دولة مستقرة مع ثروات أقل من أن نكون في دولة مضطربة مع ثروات أكثر»، وأضاف صبيحة أمس الإثنين في افتتاح المناظرة الوطنية حول الجبايات، «لابد أن ينتبه أرباب المقاولات ورجال الأعمال والميسورون بصفة عامة، إلى أن الاستقرار ليس من الممكن أن يبقى مسؤولية الحكومة أو شخص معين، بل الاستقرار عمل تضامني يقوم به كافة أفراد المجتمع»، وشدد على أن «الاستقرار الذي ينعم به المغرب، يجب أن يفهم الجميع أن له ثمنا، والثمن لا يمكن أن يذهب إلى جيوب السياسيين الذي عجزوا في المجالات الطبيعية للاستغناء، وهي الاقتصاد والمغامرة والجرأة والتضحية والتعب»، وأضاف بنكيران، «يأتون إلى السياسة ليستغنوا، هذا النوع من السياسيين أقول لهم انتهى، وقد أكل على منهجكم الدهر وشرب، ولن تنفعوا البلد، يجب أن يذهب ثمن الاستقرار إلى الدولة وإلى المصالح الحقيقة التي تنفع المواطنين لإعادة الاعتدال». من جهة أخرى، كشف رئيس الحكومة عن أن قانونا سيصدر قريبا يمنع لجوء الدولة مباشرة إلى الحسابات البنيكة لاستخلاص الضرائب، وقال «الإجراء الذي تتخذه الدولة أحيانا المتمثل في استخلاص الضرائب مباشرة من الحسابات البنكية، إجراء تم الانتباه إلى أنه ليس من صالح الاقتصاد الوطني وعنده مردودية محدودة جدا، واتخذنا القرار من الناحية العملية لتوقيفه وتبين من بعد أن هناك صعوبات في التطبيق من الناحية القانونية فاتخذنا القرار في مجلس الحكومة لإصدار قانون يمنع هذا الإجراء»، يضيف بنكيران، «باعتبار أن الضرائب يجب أن تؤدى بشكل طبيعي، وإن كان هناك مشكل يجب الاحتكام إلى القضاء، أما اللجوء إلى الحساب البنكي فسيتوقف بمجرد صدور القانون في أقرب الأوقات». وشدد رئيس الحكومة على أن هناك حاجة إلى عدالة ضريبية حقيقية، وقال «العدالة الضريبية هي أن كل مواطن يؤدي ما لا يربك مقاولته ولا يشعره بأنه يفقد كل ما يربح وكافة مجهوداته لصالح الدولة، ويجب أن تكون هناك عدالة ضريبية تأخذ من المواطن بمقدار يشعره أنه يؤدي الذي عليه ولكن ينعم بجهوده ومغامرته بوقته وبرأسماله»، بالمقابل قال بنكيران أن هناك حاجة للصرامة مع الذين يحاولون التملص من الضرائب، وقال «الدولة عليها أن تكون صارمة في استخلاص الضرائب كما عليها أن تؤدي ما عليها من مستحقات». وبخصوص القطاع غير المهيكل، أكد بنكيران أن هذا القطاع لم ينشأ وحده وفي غفلة عن الزمن، بل «نشأ لأسباب ما وفي ظروف ما وسُكت عنه لأسباب ما، ليس اليوم وقت المحاسبة، ولكن يجب أن نبذل مجهودا حتى يلتحق القطاع المهيكل بالمنظومة الضريبية ويؤدي الذي عليه»، وأضاف المتحدث، «الأشخاص الذي لا يؤدون الضرائب بسبب أو بدون سبب، اليوم عليهم أن يفهموا أن الدولة تمد لهم يدها لكي يلتحقوا بالركب ويؤدوا ما بذمتهم، بالمقابل يجب على الدولة أن تكون صارمة مع كل ما هو تملص ضريبي وغش وكذب في المعاملات الضريبة، وهذه الصرامة لا يجب أن تكون صرامة الترويع، نحن لا نريد الترويع بل نريد أولا أن نعطي فرصة للناس ليدخلوا في المنظومة، وفي نفس الوقت الدولة جادة في استخلاص ما يلزم من الضرائب في إطار القانون».