يقدم راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية قراءته لمسار الثورات العربية وخاصة منها التونسية، كما يتناول في حوار تنشره «التجديد» لاحقا تطورات الوضع بتونس وكذلك تصور حزب النهضة للشكل والمضمون الذي ينبغي أن تكون عليه الدولة التونسية الجديدة ما بعد الثورة على بن علي. الغنوشي يقدم كذلك رأيه في التجربة المغربية منذ انطلاق الحراك إلى ما استتبعها من خطوات دستورية وانتخابية وسياسية، واعتبر أن المغرب تفاعل بشكل إيجابي وذكي مع الربيع الديمقراطي. الاختلاف الإسلامي/الإسلامي وطرق ومقاربات تدبيره أحد عناصر هذا الحوار مع الغنوشي خاصة أمام بروز التحدي السلفي بتونس ما بعد الثورة، ويتناول الحوار أيضا العلاقة بين الإسلاميين والعلمانيين وكيف تطورت على ضوء منهج حركة النهضة المنفتح وكذلك أمام التحديات السياسية التي جمعت مكونين من الاتجاهين في الحكم، وكيف يفسر الغنوشي التوافق الاستراتيجي الذي يرى فيه عنوانا للمرحلة وما تتطلبه من خفوت وتقزيم للبعد الإيديولوجي لدى مختلف الفرقاء. مقتل شكري بلعيد وقضايا أخرى من قبيل اتهامات النهضة بالرغبة في أسلمة الدولة والمجتمع أحد عناصر هذا الحوار الشامل مع زعيم حركة النهضة العائد من منفاه الإجباري بعد ثورة الياسمين.