وحتى أكون إيجابيا في المبادرة إلى فعل الخير والمساهمة في الإصلاح وابتغاء الدار الآخرة علي أن أبتعد عن أسباب الخمول والسلبية والتي أهمها:المعصية: بكل أشكالها وصورها، الظاهرة منها والباطنة، الصغيرة منها والكبيرة، يقول ابن القيم الجوزية رحمه الله: «والمقصود أن ذنوب والمعاصي سلاح ومدد يمد بها العبد أعداءه ويعينهم بها على نفسه، فيقاتلون بسلاحه، ويكون معهم على نفسه، وهذا غاية الجهل». والتوسع في المباحات: قال تعالى: «يابني ءادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» سورة الأعراف29. وتمكن الدنيا من القلوب، يقول الله تعالى: «يأيها الذين ءامنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الأخرة فما متع الحياة الدنيا في الأخرة الا قليل» سورة التوبة38. والعيش وسط القاعدين والخاملين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل (ابوداود). فمصاحبة السلبيين، مصاحبة في الواقع لأعداء النجاح وقتلة الأحلام. وعدم الاستعداد لمعوّقات الطريق والتفطن لها: ومنها نزغات النفس الأمارة بالسوء وعمل شياطين الجن والإنس، وجاذبية الدنيا بزينتها متمثلة في الزواج والأولاد والأموال والمناصب والوجاهة والسلطان ونحوها، فما لم يكن الإنسان مستعدا لهذه العقبات وباغتته فإنه يصاب بالقعود لا محالة إلا أن يتغمده الله برحمته. وعدم وجود منهاج يملأ الحياة ويشغل الفراغ: على المسلم المضيع لوقته أن يتذكر دوما أنه مغبون ما دام في صحة وعافية وفراغ، فصحتّه وفراغه رأس ماله في هذه الدنيا وعليه أن ينفقهما في سبيل الله طلبا لربح الآخرة ، فعن ابن عباس قال صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»(البخاري). عدم الثقة بالنفس ونقص الثقة بالنفس تعطل الإيجابية. والتردد: فاليد المرتعشة لا تتخذ قراراً. والخوف: سواء الخوف من الآخرين، أو الخوف من الفشل. والتفكير السلبى: وهو القاتل الصامت. والإيحاء الذاتي بعدم القدرة، أو القابلية للإيحاء من الآخرين. والكسل: وهو داء عضال كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله كثيرا منه. والخجل والحياء في غير موضعه: وهو من آفات العلم والعمل . والشعور بالإحباط: ربما بعد القيام ببعض الأعمال والفشل فيها، وربما لاستعجال النتائج وطلب الأجر من الناس. واليأس وفقدان الأمل: اليأس من التغيير وفقدان الأمل فيه. والاعتمادية والاتكالية: وهى الاعتماد على الآخرين والاستقالة من الحياة في انتظار مبادرة الغير. وبخصوص العلاج، يمكن رسم طريق الوقاية من الفتور والقعود بما يلي: استشعار نعم الله التي أنعم بها علينا، يقول اللاه تعالى: «وءاتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار» سورة إبراهيم: 36 . واستشعار القاعد مسؤوليته أمام الله يوم القيامة يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، ولا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. والتوسط في تعاطي المباحات من غير إفراط ولا تفريط. إيثار حب الآخرة على حب الدنيا وجعل هذه الأخيرة مزرعة وميدانا لتحصيل الحسنات والخيرات وما ينفع في الدارين. ومجاهدة النفس واستصحاب نية العمل لله عز وجل ثم تنفيذ ما تقتضيه هذه النية، قال تعالى: «والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتاهم تقواهم» سورة محمد: 18. والانقطاع عن صحبة القاعدين ومصاحبة العاملين المجتهدين فإن ذلك يقوي العزيمة ويعلي الهمة ويحملها على الاقتداء والتأسي والتشبه بهم. والمبادرة بعمل منهاج، والسير على برنامج مفيد في العلم والعمل تصرف فيه الطاقة وينفق فيه الجهد على أساس الكتاب والسنة .