اختتمت منظمة التجديد الطلابي منتداها الوطني الخامس عشر للحوار والإبداع الطلابي دورة «ربيع الأمة» الذي نظمته تحت شعار»من اجل ميثاق مجتمعي مواكب لتحديات الوطن وتطلعات الأمة» من 24 مارس إلى 31 منه بجامعة الحسن الأول بسطات أول أمس السبت بمهرجان فني احتضنته ساحة القصر البلدي بالمدينة عرف مشاركة كل من الفكاهي الساخر مسرور المراكشي والمنشد عبد الله ديبان، والفنان عزيز المراكشي، وكذا الفنان الشاب الشيخ سار، وفرقة السهام. محمد البراهمي رئيس منظمة التجديد الطلابي قال في مداخلة له بذات المهرجان بمناسبة اختتامنا للعشرية الأولى من عمر المنظمة واختتامنا للمنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي الخامس عشر نتعهد أمامكم أننا لا زلنا وسنظل في الدفاع عن جامعة العلم والمعرفة والقيم، والدفاع عن مصالح الطلبة واحتياجاتهم المادية والمعنوية، مبرزا أن الجامعة ليست كما يروج عليها البعض بأنها ساحة للعنف، بل هي ساحة للعلم والمعرفة والإبداع، المعتزة بمرجعيتها والمعتزة بهويتها التي تدافع عن هذا البلد، مؤكدا أن منظمته ستظل تدافع عن الكرامة والعدالة الإجتماعية وستبقى تدافع ضد الفساد والاستبداد، قائلا «ونحن مع كل المبادرات التي تخدم هذا البلد». «التجديد الطلابي» في مهرجانها الذي حضره أزيد من خمسة ألاف شخص من ساكنة سطات وطلبة مختلف الجامعات المغربية كرمت كل من مجموعة السهام وأهدتها زيت أرض غزة، والقياديين الطلابيين الجزائري عبد السلام باشاغا، والموريتاني محمد محمود أبو فاطمة. خلال المهرجان الخطابي التضامني مع شعوب الحرية دق عزيز هناوي نائب منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة ناقوس الخطر بخصوص التطبيع، مبرزا أن المغرب ملكا وحكومة وشعبا ضد التطبيع، قائلا «لكن للأسف الشديد تشن على المغرب حملات تطبيعية شرسة من خلال الأفلام والزيارات المتعددة للصهاينة، وعدد من التصريحات في الآونة الأخيرة، معطيا المثال بفيلم «تنغير جيروزاليم» الذي كلف صاحبه أربع سنوات من الإعداد حسب هناوي والذي استهدف حسبه المكون الأمازيغي في البلد، مفيدا أن الفيلم يهدف إلى صهينة المكون الأمازيغي في شمال إفريقيا، وهو ما يرفضه كل الأمازيغ الأحرار، مشيرا إلى أن فيه من المغالطات ومن التزوير ما يستحق عليه المحاكمة، وتستحق عليه القناة الثانية المحاكمة، ووجه هناوي في كلمة له بالمهرجان الخطابي التضامني مع شعوب الحرية، الذي نظمته منظمة التجديد الطلابي تحت شعار» يد تبني ويد وتقاوم» ضمن أشغال منتداها الوطني الخامس عشر للحوار والإبداع الطلابي بسطات، (وجه) تحية لزاكورة وأكادير التي سحبت الفيلم، موضحا أن ذات الفيلم كان سيعرض في قاعة جمال الذرة بأكادير معتبرا ذلك إمعانا في إهانة الشعب المغربي. عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية وجه رسالة إلى كل المطبعين مفادها «لن نسمح لكم أن تدسوا على كرامة المغاربة»، مضيفا لا نسمح نحن كعدالة وتنمية أن يكون عهدنا في الحكومة عهد تطبيع، مفسرا أن هذا ما يريده البعض، «يريدون في الربيع الديمقراطي وثورة الصناديق أن تكون العدالة والتنمية هي المطبعة « وقال هناوي إن شباب الجامعة وطلاب المغرب كانوا على مدى التاريخ، نبض المقاومة ونبض الالتزام بقضايا الوطن، ولا ينسوا أبدا قضايا الأمة، مؤكدا أن الجامعة كانت ولا زالت هي القلعة والحصن الحصين المعبر عن الموقف المغربي الأصيل في المساندة لقضايا الشعوب، مبرزا أن مؤيدي قضايا فلسطين، لا يؤيدونها تعاطفا فقط أو تأييدا إنسانيا فقط بل حسبه تأييد يأتي من منطلق المنخرط في الصراع ضد الصهيونة، مضيفا أن المغرب كان عبر التاريخ قلعة تلجأ إليها شعوب الأمة بنصرتها ونجدتها. فيما خاطب مصطفى الفرجاني ثلاث انتماءات في الحضور، أولها الانتماء للجامعة والمعرفة موضحا أن هذا الانتماء هو أول ما تستهدفه الحركة الصهيونية، معتبرا أن أول البوابات وأول مداخيل التطبيع هي الجامعات، مذكرا أن أول ما يهدم ويقصف في قلب فلسطين هو الجامعات، وأبرز الفرجاني أن الحركة الطلابية على قدر مجالها ومساحتها يتعاظم فيها التدافع بين مشاريع المقاومة ومشاريع الصهينة، وخلص المتحدث أن انتمائنا للجامعة، وممانعتنا للتطبيع، من هذا المدخل أساسي واستراتيجي. الانتماء الثاني حسب المتحدث هو الانتماء العمري، مفيدا أن الحركة الطلابية ومنذ عقود خلت، رفعت قضية فلسطين قضية وطنية، قائلا «ومنذ تواجدنا كتيار إسلامي داخل الجامعة، اعتبرت قضية فلسطين مركزية في عملنا، ورصيدا مشتركا بيننا وبين باقي التيارات الطلابية»، مؤكدا أن قضية فلسطين قضية وطنية، ولذاك تعاطينا معها لا ينفصل عن القضايا الوطنية المصيرية. الانتماء الثالث يقول الفرجاني هو الانتماء التنظيمي قائلا «لو خيرنا ما بين انتماءاتنا التنظيمية ومابين انتمائنا للقضية الفلسطينية، لاخترنا الانتماء للقضية الفلسطينية»، مبرزا أنه سيكون واهم من يحاول أن يفرق بين هذا التيار وقضيته الوطنية فلسطين، «سنقاوم ونواجه بأكثر قوة كل من يحاول أن يجعل من الحركة الإسلامية حركة التطبيع»، موضحا أن الهدف من كل محاولات التطبيع اليوم هو توريط الحركة الإسلامية ومحاولة جعلها أداة لذلك»، وقال الفرجاني مخاطبا الحضور « أول من يجب أن يتصدى للتطبيع هم أنتم»، مشيرا إلى أن الحركة الطلابية عموما تشكل نواة صلبة، في مواجهة التطبيع، مضيفا أن فضاءات الحركة الطلابية من أهم الفضاءات التي يجب أن تتنامى فيها قيم الممانعة، ولذلك استمرار هذا المهرجان على هذا المنوال، في هذا العمق في هذا الروح هو دليل وعربون على استمرار الممانعة ومقاومة التطبيع. من جانبه قال خالد السفياني منسق المجموعة الوطنية لمساند العراق وفلسطين على الحكومة المغربية أن تتحمل مسؤوليتها في ما يجري من محاولة فرض التطبيع على المغاربة، وفرض الاختراق الصهيوني للجسد المغربي من كل المنافذ، ليستيقظ المغاربة يوما ويجدوا التطبيع أصبح أمرا واقعا، في كل المجالات العلمية والرياضية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفنية. وأبرز السفياني أن هناك من يتآمر على انتفاضات الربيع الديمقراطي من الداخل والخارج ، قائلا «قلبي يخفق خوفا لأن هناك من يريد أن يفصلنا عن بوصلة نضالنا في قضية فلسطين»، وهناك حسبه من يريد عرقلة مسارات التغيير في كل أرجاء أمتنا، ليكن في علمهم الخوف انتهى وزمن الفساد والاستبداد انتهى يضيف السفياني. وخاطب السفياني الحضور قائلا «أنتم من ناضلتم لسنوات مع القدس، وضد التطبيع وقدمتم التضحيات، اليوم يراد للمغرب أن يصبح منطلقا للتطبيع مع الصهاينة أكثر من السابق». من جهته أكد رشيد العدوني النائب الأول لرئيس منظمة التجديد الطلابي أن «التجديد الطلابي» مستمرة في خطها النضالي والكفاحي حتى انتهاء الفساد والاستبداد في الوطن والأمة، ومستمرة أيضا في تعاطفها مع شعوب الأمة ومساندتها، بالإضافة إلى جعل قضايا الأمة في مقدمة اهتماماتها حتى تحقيق الكرامة في كافة ربوعها. واستنكر العدوني في ذات مداخلة له بذات المهرجان استمرار بعض فلول الفساد في الاستمرار في التشويش على مسار الإصلاح في عدد من بلدان الأمة، وكذا الظلم الذي يلحق بالشعوب الإسلامية في عدد من البلدان، وحيا القيادي الطلابي شهداء الأمة الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم في سبيل العيش الكريم، وتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية. ويرى عبد السلام باشاغا القيادي بالاتحاد العام الطلابي الحر بالجزائر أن كل المحاولات التطبيعية ستفشل في شمال إفريقيا، وهدف المطبعين حسبه العزف على وتر المكون الأمازيغي، قائلا «ولكن هيهات هيهات، الأمازيغي هو الرجل الحر، ويأبى أن يكون من صعاليك الانبطاح والموالات والخيانة، لان التطبيع خيانة، وقضية فلسطين قضية مشتركة ببنا جميعا، يضيف المتحدث. *** الرباوي ضيفا في أمسية شعرية حل الشاعر المغربي محمد علي الرباوي والشاعرين الشابين محمد عريج وأحمو الحسن الأحمدي المشاركين سابقا في برنامج أمير الشعراء، ضيوفا على «التجديد الطلابي» في أمسية شعرية نظمت ضمن أشغال المنتدى. ذات الأمسية استمتع فيها الحاضرون بقراءات شعرية مما جادت به قريحة رواد القوافي فجالوا بالحاضرين في حضرة الحرف، كما تقاسموا معهم تجربتهم الشعرية بصدق الشعراء وحكمة الأدباء، كان أبرزها الوقوف حول تجربة الرباوي المبدع في ساح الشعر المغربي وما أضافه من إصدارات في الشعر الإسلامي، ومنها المشتركة مع أكثر من شاعر ضمنهم الشاعر حسن الأمراني. وتم تسليم هدايا تقديرية للشعراء المشاركين في السمر اعترافا بعطاءاتهم الإبداعية. *** الحمداوي: «التوحيد والإصلاح» تحتاج إلى علماء قريبين من هموم الناس وقضاياهم قال محمد الحمداوي إن حركة التوحيد والإصلاح تحتاج إلى علماء قريبين من هموم الناس وقضاياهم، وعلماء يسجلون مواقف شجاعة تتماشى مع مبادئ الدين وتستجيب لتطلعات الشعب والأمة، ودعا الحمداوي الحركات الإسلامية في مداخلة له بمحاضرة حول الربيع الديمقراطي واستعادة الأمة لمحوريتها في التغيير» إلى الانفتاح على التيارات غير الإسلامية بما يحقق حسبه مبدأ الوفاق في إطار التعددية». وأكد الحمداوي على ضرورة الاستثمار الجيد للفرص التي أتاحها الربيع الديمقراطي، عوض التشكيك في أهداف وشرعية الثورات العربية والإسلامية، لاستقرار دول المنطقة وتحقيقها التنمية المنشودة، معتبرا المشاريع الناجحة هي التي تعتمد على آليات الفعل التربوي، والفعل المدني والفعل السياسي الحزبي مجتمعة كلها لتحقيق الأهداف والغايات. وأبرز الحمداوي في رده على أحد المتدخلين حول مقتل الطالب الفيزازي واعتقال طلبة آخرين في عدة مدن جامعية، أن استهداف وقمع الحركة الطلابية ومنظماتها لا يزيدها إلا صمودا واستمرارا في فعلها النضالي والفكري والعلمي، منوها بعمل منظمة التجديد الطلابي التي أكملت عشر سنوات من عمرها، قائلا « المنظمة أصبحت رقما صعبا ضمن الحركة الطلابية وجمعيات المجتمع المدني، رغم الاستهداف الذي تتعرض له». من جهته أوضح المفكر المغربي امحمد الطلابي أن الربيع الديمقراطي في البيئة الإسلامية والعربية فرض على المثقفين والمفكرين والعلماء والفقهاء ضرورة الاستعداد لملاحقة حركة التاريخ السريعة ومقاصده -حسبه -أربع وهي أولا إنتاج السلطة وإعادة توزيعها، وثانيا إنتاج الثروة وإعادة توزيعها، وثالثا إنتاج القيم القائدة وإعادة توزيعها، ورابعا إنتاج المفاهيم المركزية الفكرية القائدة وإعادة توزيعها، وهذه المقاصد يشدد الطلابي علينا تحقيقها خلال العقدين المقبلين، داعيا في ندوة»الثورة الثقافية بعد الثورات العربية، الأسس والآفاق» إلى ضرورة التوقف مع هذه المقاصد لإعطاء تشخيص دقيق للواقع ورسم المسار السليم للمناهج المفكرة للارتقاء به، مشيرا إلى أن عصر الربيع الديمقراطي هو بداية الانتقال من عصر الصحوة إلى عصر النهضة، مضيفا أننا ننتقل من بناء الإيمان إلى بناء العمران والسلطان، وأنه لابد من الاجتهاد في تحديد المفاهيم المركزية لإنتاج السلطة والثروة، وهذه القضايا مطروحة اليوم يقول الطلابي على الصفوة والمكونة من العلماء والمثقفين، وهذا حسبه لا يمكن أن ينتجه إلا الفيلسوف الفقيه مثل ابن رشد. وقال الطلابي إن الحضارة الغربية حضارة عملاقة وكثير من القيم فيها مهمة، مثلا قيمة الحرية السياسية أي الديمقراطية، ولهذا كثير من الكرامة تحققت في الغرب بسبب الحرية السياسية فالحرية السياسية في الغرب حققت كثير من الآدمية يضيف المتحدث. وحدد طلابي معالم الثورة الثقافية في الدخول إلى مجال الثورة التكنولوجيّة وإرفاقها بتصالح شامل بين أبواب العلم في ثلاث أمور وهي العلم الشرعي، العلم الإنساني، والعلم المادي، معرفا الدولة العلمانية بالدولة المدنية بمرجعية لا دينية إلزاما، والدولة الإسلامية بدولة مدنية بمرجعية إسلامية إلزاما، في حين اعتبر الدولة المدنية دولة مدنية دينية أو لا دينية اختيارا، وأي اختيار فيهما هو اجتهاد مدني راجع للمجتمع.