كشف شريط فيديو نشره موقع إذاعة إسبانية عن تورط عناصر الإنقاذ البحري الإسباني في انقلاب قارب يحمل مهاجرين مغاربة معظمهم من سيدي إفني في دجنبر الماضي. وأظهر الشريط الذي مدته 3 دقائق و48 ثانية تعرض القارب لاصطدام متعمد من طرف بارجة تابعة لخفر الشواطئ الإسبانية قبالة جزيرة «لانزروتي» ما أدى إلى إحداث ثقب في القارب الذي غرق على الفور بجميع ركابه البالغ عددهم 24 ومن بينهم أطفال، ويظهر الشريط محاولة المهاجرين التمسك ببقايا القارب لإنقاذ أنفسهم من الغرق، وتمكن 17 شخصا من النجاة فيما غرق سبعة آخرون لا تزال جثث ستة منهم مفقودة. وبحسب موقع إذاعة «كادينا سير» الاسبانية فإن الفيديو يظهر أن فريق خفر السواحل الذي اعترض قارب المهاجرين خالف القوانين وتدخل بشكل غير قانوني بعد صدمه للقارب رغم محاصرته، مشيرا إلى أن بروتوكول خفر السواحل ينص على استعمال زوارق سريعة توجد على متن بارجة «الكوارديا سيفيل» وهو ما لم يقم به فريق التدخل في هذه العملية. ويكذب الفيديو المنشور، الذي تم تسجيله من قبل كاميرا الرادار التي يضعها الجيش الإسباني لمراقبة سواحل «لانزاروتي»، (كذب) الرواية الرسمية لخفر السواحل، والتي تقول إن الحادث كان عرضيا وليس متعمدا، محملة المسؤولية لقبطان القارب بزعم رفضهم الامتثال لمناشدات فريق التدخل بالتوقف الفوري حسب الرواية ذاتها. ودعا النائب البرلماني بسيدي إيفني، محمد عصام، الحكومة لأن تنصب نفسها طرفا مدنيا للدفاع عن الضحايا، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بأرواح المغاربة وبالسيادة الوطنية معتبرا أن الحادث ينطوي على خلفية عنصرية و إجرامية. وكان عدد من الجمعيات المدنية الإسبانية والمغربية في جزر الكناري وكذا عائلات الضحايا قد نظمت وقفات احتجاجية للمطالبة بفتح تحقيق في ملابسات هذا الحادث الذي أكد المهاجرون الناجون أنه كان متعمدا وليس عرضيا كما قالت السلطات الإسبانية. هذا وتم ترحيل الناجين إلى المغرب باستثناء ثلاثة قاصرين، كما تم استرجاع جثة أحد الضحايا التي تم العثور عليها، وتقول مصادر من المدينة إن السلطات المحلية بمدينة سيدي إفني تعاملت مع الحدث وفق «مقاربة أمنية» ولم تراع الجوانب الإنسانية، إذ تم دفن جثة الضحية في تكتم شديد وسرية تامة ولم تعلم أسرته بموعد وصول الجثمان إلا في اللحظات الأخيرة وذلك تجنبا لحدوث مسيرات غاضبة من طرف سكان المدينة.