● سجل نوع من التصاعد في الشهور الأخيرة في وتيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني خاصة من بوابة الفن؛ كيف تقرؤون هذا التصاعد وما الردود السلبية له على المغرب وصورته؟ ❍ هذا التنامي لا يخرج عن إطار مخطط واسع وشامل بقطاعات متعددة، فالمطبعون الآن دخلوا مرحلة قلب المفاهيم ويريدون أن يقنعوا الناس وأنفسهم بأن لا شيء من ذلك له علاقة بالسياسية؛ مما يعبد الطريق إلى التعامل مع الصهاينة والتطبيع معهم، كل في مجاله بين من يستغل مدخل الجامعة والبحث العلمي ومن يقيم حفلا دينيا لليهود بنكهة تطبيعية وآخر يرخص بتصوير فيلم إسرائيلي بالمغرب ويتوج آخر ويقر بذلك بكل صفاقة، ومن يأتي براقص إسرائيلي ليعلم المغاربة الرقص.. هكذا سنجد أنفسنا في يوم من الأيام أمام تطبيع قائم لا يحتاج إلى قرار لأن كل المجالات ستصبح للصهاينة فيها وجود بسبب الاختراق المختلف الزوايا، وبالعودة إلى الفيلم الإسرائيلي «أورانج بيبل» الذي أضاف جمرة أخرى وشكل سابقة خطيرة جدا لأنه أعلن عنه بشكل رسمي في تقرير مؤسسة رسمية في تحد بالغ وضرب لكل ما تدعيه الحكومات المتعاقبة من أن التطبيع مرفوض في المغرب، وفيه أيضا ضرب للفعل المغربي في القضية الفلسطينية بصفة خاصة وبالمجال العربي عامة بما في ذلك دور الملك محمد السادس الذي هو رئيس لجنة القدس ودور المغاربة رسميا وشعبيا، وبالتالي فخطوة مثل هذه تنسف كل هذه الجهود وتضربها في الصميم، وتمس كل الثوابت المغربية وهي لا شك في نظر المغاربة خيانة ولذلك كانت المواقف قوية ضد هذه الخطوة وهذا الشريط الموبوء الذي أعلن أنه أنتج على أرض المغرب. ● أمام خطورة هذا المسار وما اعتبرتموه خيانة وسابقة في تاريخ المغرب الحديث؛ يتساءل آخرون أين هو الفعل المدني وأين هي المسيرات والوقفات خاصة أن الحادث لم يعرف ولو وقفة رمزية أمام المركز السينمائي المغربي؟ ❍ الأمر لا يعالج دائما بالمسيرات والوقفات، ونسجل أن المجال مفتوح لكل أشكال الاحتجاج والمبادرات، لكن نحن الآن نريد من الحكومة المغربية أن تعلن موقفها بكل صراحة من التطبيع وأن تؤكد على أن هذا الموضوع ليس فيه أي تنازل وأن التطبيع مرفوض مع الصهاينة ومع الكيان الصهيوني، وإذا أعلن هذا فعليها أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة تجاه المبادرات التطبيعية سواء بمنعها أو بالتقصي في ما يتم، واتخاذ الإجراءات الصارمة التي يقتضيها الموقف المعلن من أن الدولة المغربية والحكومة المغربية ضد كل أشكال التطبيع مع الصهاينة وأنها لن تقبل التطبيع مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال وفي أي مجال من المجالات، وبعد ذلك نحن لن نقف مكتوفي الأيدي لكن إذا كفتنا الحكومة أشكال الاحتجاج فهذا أمر جيد، وإلا فإن كل الأشكال الاحتجاجية مطروحة ولكل مقام مقال. ● أين وصلت مطالبكم بإصدار قانون لتجريم التطبيع، وما مصير الرسالات السابقة التي تضمنته؟ وكيف تنظرون إلى فعل بعض المسؤولين العموميين الممولين من مال المغاربة والخادمين للسياسة الصهيونية بالمغرب؟ ❍ الخطوة الأولى لمناهضة هذا التنامي المطرد للتطبيع هو إعلان الموقف الحكومي الواضح من الموضوع، ويترتب عن هذا وبصفة مباشرة أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة في التقصي في كل مدخلات ومبادرات التطبيع في السينما وفي الفلاحة، ونحن نعد لائحة على هذا المستوى وسنعلن عنها في الوقت المناسب، ولهذا الأساس أسس المرصد، خاصة في نوازل من قبيل ما اقترفه المركز السينمائي المغربي الذي هو تابع لوزارة الاتصال ويسير بمال عمومي وبالتالي وجب التقصي وإنزال العقوبات الضرورية ضد المقترفين وضد كل من أساء للمغرب من خلال هذا العمل. أما موضوع القانون المجرم للتطبيع فنحن ماضون في الاشتغال عليه والمطالبة به والأمر لم يتوقف وسوف يكون جاهزا في القريب إن شاء الله، وربما سيكفينا شر الكثير من الأمور التي يمكن أن تحصل، وعلى هذا المستوى أود التنويه باليقظة والحيطة التي يتخذها المجتمع المغربي تجاه مثل هذه الممارسات، ومنها ما شهدناه في مدينة طنجة من طرف مكونات مختلفة ووقفتهم ضد الشريط التطبيعي «تنغير جيروزاليم» وهو ما ينبئ عن أن هناك يقظة حقيقية ضد كل شكل من أشكال التطبيع، وأؤكد أن كل مواطن مسؤول بدوره عن التصدي لكل شكل من أشكال التطبيع بالاحتجاج والفضح خاصة في المجالات التي لا ننتبه لها ولا تصل عنها معلومات، وتزويد مرصد مناهضة التطبيع بتلك المعطيات مما سيكون له أثر إيجابي في المستقبل إن شاء الله.