نظم حوالي مائتي شخص من أسر وأبناء وأقارب شهداء ومفقودي الصحراء المغربية وقفة احتجاجية أمام البرلمان المغربي بالرباط أول أمس الأربعاء لإبلاغ احتجاجهم ووضعهم المأساوي الذي يعيشونه للسلطات المغربية من أجل وضع حد لمعاناتهم والتدخل الفوري لصالح الأسرى والمحتجزين وعائلاتهم. وقال مصطفى أزارار رئيس الجمعية الوطنية الاجتماعية لأبناء شهداء ومفقودي الصحراء المغربية في حديث ل"التجديد":"إن الوقفة الاحتجاجية التي حضرها العديد من عائلات مفقودي الصحراء المغربية وأبنائهم وزوجاتهم هي رسالة إلى المجتمع الدولي وإلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان قصد التدخل الفوري لإطلاق سراح جميع الأسرى المغاربة الذين مايزالون يعانون شتى أنواع العذاب الذي يمارسه عليهم الكيان الانفصالي منذ ما يفوق ربع قرن من الزمن. وأضاف أزارار أن هذه الوقفة تأتي بعد وقفة مماثلة نظمتها الجمعية نفسها في 29 يوليوز 2002 أمام مكتب الأممالمتحدةبالرباط للغرض نفسه. وطالب المحتجون من أسر وعائلات وزوجات وأبناء مفقودي وشهداء الصحراء المغربية سلطات الرباط بالنظر في الوضعية المزرية التي يعيشها هؤلاء، كما نددوا بالتهميش الذي طالهم جميعا في الوقت الذي تذهب فيه الإدارة المغربية يقول أزارار، إلى تكريم بعض الذين كانوا من جلادي الأسرى المغاربة بمخيمات الذل بتندوف. وأشار مطبوع وزعته الجمعية نفسها في ندوة صحافية نظمتها عقب الوقفة الاحتجاجية بمقر النقابة الوطنية للصحافة إلى أن الدولة المغربية مازالت تتعامل مع ملف الأسرى والمحتجزين بغير ما يقتضيه منطق الواجب الوطني، ومن مظاهر ذلك لجوء المغرب في بعض الأحيان إلى رفض استيلام أسراه أو استقبالهم بشكل بارد لا يليق بحجم التضحيات التي قدموها فداء للوطن، وتجميد رتبهم العسكرية طيلة مدة الأسر، وحرمانهم من التعويضات المادية عن هذه الفترة الزمنية التي قضوها في الأسر والتي تفوق في بعض الأحيان 27 سنة. وشارك في المظاهرة عدة مغاربة مفرج عنهم كانوا أسرى في تندوف مثل الحبيب بوجبينة الذي أمضى أكثر من عقدين تحت الأسر، ولحبيب بوخيمة (24 سنة و6 أشهر من الأسر منذ يوم 10 يناير 1978 وإلى حدود الصيف الماضي) الذي ندد بقوة بطريقة استقباله إلى درجة جعلته يرفض الزي الذي قدمته له السلطات المغربية لوضاعته وبساطته. جدير بالذكر أنه برغم سريان وقف إطلاق النار منذ 1991 بمقتضى خطة الأممالمتحدة للسلام، فإن 1962 أسيرا، حسب الإحصائيات الرسمية، مايزالون تحت أسر الجزائر وجبهة البوليزاريو، ويعانون كل مظاهر التعذيب والأعمال الشاقة. عبد الرحمان الخالدي