أشرف الملك محمد السادس الأربعاء المنصرم، مرفوقا بالأميرة للاسلمى، رئيسة "جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان"، على تدشين مركز محمد السادس لعلاج السرطان بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء. ويندرج إنجاز هذه المنشأة الاستشفائية الجديدة، التي تشتمل على مصلحة للعلاج بالأشعة، و مصلحة للعلاج بالمواد الكيماوية، ومصلحة للطب النووي، ومصلحة للفحص وعلاج سرطان الثدي والجهاز التناسلي..(يندرج) في إطار اتفاقية شراكة بين جمعية للا سلمى لمحاربة السرطان، ووزارة الصحة، والمجلس الجهوي للدار البيضاء الكبرى، ومجلس العمالة، ومجلس المدينة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء. وستمكن هذه الوحدات من استقبال 20 ألف حالة استشارة طبية سنويا وإنجاز ألف تدخل جراحي وألف حالة استشفائية، إضافة إلى 2000 كشف بالأشعة للثدي و2000 من الكشوفات بواسطة الموجات فوق الصوتية. وباعتبارها قطبا محوريا لأنشطة " مركز محمد السادس لعلاج السرطان" بالدارالبيضاء، فإن مصلحة الفحص وعلاج سرطان الثدي والجهاز التناسلي، التي أنجزت بغلاف إجمالي قدره 60 مليون درهم، تروم بالأساس التكفل بالعلاج المتخصص لسرطان الثدي والجهاز التناسلي، وتكوين الأطباء وتطوير البحث العلمي في هذا المجال. ومن ثم فإن المركز سيوفر خدمات ذات جودة في التكفل المتخصص والتشخيص والعلاج الجراحي وتخفيف آلام المصابين، إلى جانب التكوين والبحث. وتشكل هذه المنشأة النموذجية التي شيدت على مساحة 4046 متر مربع، محورا استراتيجيا للمخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان 2010-2019 . ومن شأن إنجازها توسيع شبكة المنشآت المتخصصة في علاج داء السرطان بالمغرب، بالنظر إلى توفرها على تجهيزات ومعدات حديثة في خدمة ساكنة جهة الدارالبيضاء والمناطق المجاورة. هذا، ويمثل سرطان الثدي والجهاز التناسلي 60 بالمائة من حالات السرطان لدى النساء في المغرب و 22 .75 بالمائة من حالات السرطان لدى النساء التي تمت معالجتها سنة 2011 بقسم الانكولوجيا بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء. وقال وزير الصحة الحسين الوردي إن مركز محمد السادس لعلاج السرطان بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، يهدف إلى علاج الأورام المستعصية والمعقدة. وذكر الوردي بأن المغرب يعرف سنويا تسجيل أكثر من 30 ألف و500 حالة إصابة جديدة بالسرطان، مشيرا إلى أن سرطان الثدي لدى المرأة يبقى الأكثر انتشارا (36 في المائة) متبوعا بسرطان عنق الرحم (12 في المائة)، أما عند الرجال فسرطان الرئة هو الأكثر انتشارا يليه سرطان البروستات. والجدير بالذكر أن المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان، سيعتمد خلال الفترة ما بين 2010 و 2019 ، 78 إجراء، منها 30 إجراء وقائيا و13 إجراء للتشخيص المبكر و18 إجراء للتكفل من حيث التشخيص والعلاج و13 إجراء في مجال العلاجات المخففة للآلام و4 إجراءات في مجال المصاحبة. وللإشارة فإن سرطان الثدي وعنق الرحم يشكلان معضلة حقيقية تتهدد الصحة العمومية، حيث أنهما لا يمثلان فحسب السرطان الأكثر انتشارا لدى النساء، بل يتسببان أيضا في عدد كبير من الوفيات نتيجة تأخر التشخيص، ومن ثم فإن برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم يستهدف النساء من 45 إلى 69 سنة بالنسبة لسرطان الثدي، والنساء من 30 إلى 49 سنة بالنسبة لسرطان عنق الرحم، حيث يرتكز هذا البرنامج على فحص سريري لسرطان الثدي وعلى منهجية المراقبة البصرية لعنق الرحم بحامض الخليك.