انتقد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) – وهو منظمة مسلمة أمريكية معنية بالدفاع عن حقوق المسلمين وعن صورة الإسلام في الولاياتالمتحدة – مساعي التحالف المسيحي – وهو منظمة يمينية أمريكية معروفة – لتنظيم ندوة في 15 فبراير القادم عن الإسلام وعلاقة المسلمين بأبناء الديانتين المسيحية واليهودية تضم فقط مجموعة من الكتاب المعروفين بمواقفهم المتشددة ضد الإسلام والمسلمين، وطالب المجلس في بيان وزعه على الصحافة الأمريكية والعالمية التحالف المسيحي بالتحلي بقدر من "الصحة والتوازن" في عرض الإسلام حتى لا تتحول ندوته إلى "حفل كراهية وتشويه للإسلام". وكان التحالف المسيحي - والذي يدعى أنه أكبر المنظمات الجماهيرية المسيحية في الولاياتالمتحدة وأن قاعدته الجماهيرية تصل إلى حوالي 2 مليون شخص - قد أعلن في الرابع عشر من يناير الحالي عن عزمه تنظيم ندوة بعنوان "المسلمون والعالم المسيحي اليهودي"، وذكر بيان أصدره التحالف بهذا الشأن - وعلى لسان رئيسة التحالف روبرتا كومس - أن الندوة تهدف إلى "توعية المسيحيين والمهتمين الأمريكيين بطبيعة الإسلام الحقيقة"، وذلك في ظل حوادث الحادي عشر من سبتمبر والصراع مع العراق والصراع العربي الإسرائيلي الجاري. كما ذكرت روبرتا كومس أن الندوة سوف تقدم وجهات نظر مختلفة تناقش "العلاقة بين الإسلام والإرهاب وأثر نمو السكان المسلمين في الولاياتالمتحدة على أمريكا". وأوضح البيان أن الندوة سوف تضم كل من جوزيف فرح محرر موقع ورلد نت دوت كوم (worldnetdaily.com) ودانيال بيبس مدير مركز أبحاث عن الشرق الأوسط ولاية فيلادلفيا، ود. لبيب مخائيل الكاتب بصحيفة الجروزاليم بوست. ويمكن الإطلاع على نص بيان التحالف المسيحي بخصوص الندوة على الموقع التالي: http://www.cc.org/becomeinformed/pressreleases011403.html وقد ذكر بيان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) بخصوص الندوة أن الكتاب المدعوين للحديث في الندوة من أصحاب الرؤى المتشددة ضد الإسلام والمسلمين والمسيئة لهم، وعدد المجلس براهينه على ذلك قائلا أن دانيال بيبس وهو أحد المتحدثين في الندوة ذكر في خطاب له أمام الكونجرس الأمريكي اليهودي - وهو منظمة أمريكية يهودية - في الحادي والعشرين من أكتوبر عام 2001 أن "زيادة وضع وتأثير وحقوق المسلمين الأمريكيين ... سوف يمثل أخطار حقيقية ليهود أمريكا"، كما أن دانيال بيبس أحد المروجين لفكرة أن مسلمي أمريكا يمثلون خطرا لضلوعهم في مؤامرة لتحويل أمريكا إلى بلد مسلم. (جيوش ورلد ريفيو، 16/11/2000) وبالنسبة للمتحدث الثاني جوزيف فرح، ذكر المجلس أن الموقع الذي يحرره فرح ينشر مقالات مسيئة للإسلام بصفة يومية، وفي يونيو 2002 نشر فرح مقالا يقول فيه أن "الإسلام كان ومازال في حرب مع الغرب ومع المسيحية ومع اليهودية ... منذ أيام محمد". كما رفض فرح انتقادات تعرضت لها مقالة نشرت بموقعه تقول أنه "يجب قتل 100 مدني فلسطيني مقابل كل مدني إسرائيلي يقتل، وألف (فلسطيني) مقابل كل طفل (إسرائيلي)"، وقد علق فرح على هذه المقالة قائلا أنها "مقالة كتوبة بتأمل وتمثل مساهمة بها قدر من العقلانية للنقاش حول الشرق الأوسط". أما المتحدث الثالث وهو د. لبيب مخائيل فقد كتب يقول "لو حاول أحدنا أن يختبر الأثر الذي تركه الإسلام على المجتمع الذي أنشئه محمد بإملاء قرأنه لوجد مجتمعا مليء بالكراهية وسفك الدماء وقلة الحريات الفردية والوحشية"، كما كتب أيضا يقول "من الواضح أن القرآن يقر العنصرية والعنف والإرهاب وقتل اليهود والمسيحيين باسم الله". كما أن لنفس المؤلف كتاب بعنوان "الإسلام، محمد، والقرآن"، ويتضمن الكتاب في أحدث نسخه فصول بعناوين مثل "الإسلام ليس دين سلام" و" الإسلام ليس دين سماوي". وتعليقا على ذلك ذكر نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) أن "رؤى المتحدثين المدرجين للحديث في الندوة المسيئة للإسلام – إذا ما لم يتم دحضها خلال الندوة – سوف تؤدي إلى زيادة الكراهية غير العقلانية للإسلام والمسلمين في الولاياتالمتحدة. ونحن نطالب منظمي الندوة بمنح قادة مسلمي أمريكا والكتاب المعتدلين فرصة لتقديم معلومات صحيحة ومتوازنة عن الإسلام للمشاركين في الندوة، وبدون هذا التوازن سوف ينظر للندوة على أنها حفل كراهية وتشويه للإسلام جديد كما أنه سيؤدي إلى الإضرار بصورة ومصالح أمريكا في العالم". وأضاف نهاد عوض قائلا أن "الندوة تتوافق مع سمات نموذج متكرر من الأنشطة المسيئة للإسلام تقوده مجموعة معينة من قيادات الحركة الإنجليكية في أمريكا من أمثال بات روبرتسون وجيري فالويل وفرانكلين جرام". وفي خاتمة بيان المجلس أشاد نهاد عوض بقيام مجموعة من الكنائس المسيحية الموجودة في العالم الإسلامي والشرق الأوسط مؤخرا بكتابة خطاب إلى إخوانهم في الدين يطالبونهم فيه بالتوقف عن الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. كير – واشنطن