كشفت دراسة حول الإرهاب العالمي على مدى العقد الماضي صدرت أمس، أن المغرب شهد «مدا وجزرا» في تصنيفه ضمن مؤشر الإرهاب العالمي، حيث احتل السنة الماضية المرتبة 40 عالميا من أصل 158 دولة شملها التصنيف، بسبب تفجير مقهى أركانة الذي أودى بحياة 17 شخصا وخلف 24 مصابا. وأفادت الدراسة الصادرة عن معهد الاقتصاد والسلام، أنه إلى جانب سنة 2011، تعرض المغرب لهجمات إرهابية سنوات 2007 و2003، محتلا بذلك المرتبة 37 عالميا في الأولى نتيجة استهدافه بست عمليات إرهابية خلفت ثمانية قتلى و26 مصابا، والمرتبة 23 عالميا –كأسوأ ترتيب له- في الثانية إثر تعرضه استهدفه خمس مرات وسقوط 45 قتيلا و100 جريح، وأظهرت الدراسة، أن تهديد الإرهاب مثل 4.6 في المائة من التهديد العالمي خلال سنة 2003 التي شهدت أحداث 16 ماي الأليمة. وبعملية حسابية، تعرض المغرب طيلة العقد الماضي ل 12 هجوما إرهابيا، خلف 70 قتيلا وحوالي 150 جريحا. ورغم أن المغرب لم يتعرض لهجمات إرهابية مباشرة خلفت ضحايا إلا في ثلاث سنوات خلال العقد الماضي، فإنه ظل مهددا بخطر الإرهاب في السنوات الأخرى محتفظا ب 1 في المائة من التهديد العالمي، وأشارت الدراسة، إلى أن سنة 2002 تبقى السنة الوحيدة التي بقي فيها المغرب بمعزل عن خطر الإرهاب. وعرفت الدراسة الإرهاب بأنه «الاستخدام الفعلي لأعمال عنف أو للقوة بصورة غير قانونية أو مجرد التلويح بذلك من جانب كيان لا يمثل دولة لتحقيق هدف سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو ديني عبر بث الخوف أو الإكراه أو الترويع». وحسب إحصاءات سنة 2011، فإن العراق وباكستان وأفغانستان والهند واليمن كانت الدول الخمس الأكثر تأثرا بالإرهاب على الترتيب وفقا لمقياس يستند على عدد الهجمات وعدد الضحايا والإصابات ومستوى الأضرار التي لحقت بالممتلكات. وعربيا، جاء المغرب في المرتبة الثامنة وراء العراق واليمن والسودان والجزائر وسوريا ومصر ولبنان. من جهة أخرى، رصدت الدراسة، تراجعا في وتيرة الهجمات الإرهابية منذ سنة 2007 بعد ارتفاع مطرد في معدلاتها بين سنتي 2002 و2007، وأشار مؤشر الإرهاب العالمي إلى أن العراقيين الذين تعرضوا لغزو من أمريكا بداعي اجتثاث الإرهاب، مثلوا أكثر من ثلث ضحايا الهجمات بين 2002 و2007. كما تعد أكبر فترة شهدت زيادة في وثيرة الهجمات بين 2005 و2007 بسبب الأحداث التي شهدها بلد صدام حسين. وخلصت الدراسة، إلى أن الدول ذات الدخل المنخفض كانت أقل تعرضا للهجمات الإرهابية بالمقارنة مع الدول متوسطة الدخل، الأمر الذي فسره المعهد بكون الفقر ليس الدافع الرئيس وراء الهجمات. لكن عدد الوفيات سنويا في تلك الهجمات تراجع منذ أن سجل أعلى مستوى له عام 2007 أثناء ذروة حرب العراق. ولفتت الدراسة إلى سقوط 7473 قتيلا في 2011 بانخفاض قدره 25 في المائة عن سنة 2007، ويشمل الرقم القتلى من المفجرين الانتحاريين والمهاجمين الآخرين. وتقول الدراسة، إن حوادث الإرهاب بلغت 982 في سنة 2002 مسببة سقوط 3823 قتيلا وارتفع العدد إلى 4564 حادثا إرهابيا في أنحاء العالم عام 2011 أسفرت عن سقوط 7473 قتيلا.