ووري الثرى يوم الأحد 2 دجنبر 2012 بمقبرة ( القبب ) بفاس جثمان الراحل الفنان المبدع أحمد الطيب لعلج الذي وافته المنية يوم السبت بالرباط عن عمر يناهز 84 سنة. وعرفت مراسيم تشييع الراحل حضور وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي والعشرات من الفنانين والكتاب ورجال المسرح والأصدقاء المتأثرين بفقدان الراحل الذي وسم الفن المغربي بميسم الصدق والوفاء للهوية الثقافية المغربية الأصيلة . وقبل ذلك أقيمت صلاة الجنازة بمسجد للا خديجة بالرباط بحضور رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ووزير الثقافة أمين الصبيحي ورئيس مجلس النواب كريم غلاب، وفي هذا الصدد أشار بنكيران إلى أن الراحل كان أستاذا لجيل بكامله، موضحا أن لعلج تميز بمساهمته الكبيرة في الثقافة المغربية خاصة في مجال المسرح والغناء. أما وزير الثقافة فعبر عن حزنه لوفاة الطيب العلج الذي قال إنه كان مدرسة لوحده وكون، بما تميز به من مواهب، أجيالا من الفنانين، وقال إن الحقل الثقافي والفني يعيش اليوم في حزن وجاء ليودع الراحل الذي طبع التاريخ الثقافي للبلاد. ومن جهته وصف رئيس مجلس النواب الفقيد الراحل بالخسارة رحيل " أحد أعمدة الثقافة المغربية " فنان كرس كل حياته لخدمة الثقافة والفن المغربي. ووصف الملك محمد السادس الراحل أحمد الطيب لعلج بكونه " فنانا كبيرا متعدد المواهب، فهو من الرواد المؤسسين للمسرح المغربي، حيث اعتمد في أعماله الناجحة على توظيف التراث الشعبي في سعيه لخلق مسرح أصيل، فأبدع وأثرى ليس فقط في المسرح المغربي بل والعربي بأعمال خالدة، نالت كل الإعجاب والتقدير" مضيفا في برقية تعزية بعثها إلى أفراد أسرة المرحوم أن " الراحل العزيز من المبدعين القلائل في كتابة الزجل، المشهود لهم، وطنيا وعربيا، بالتألق والإبداع، حيث تغنى بقصائده الزجلية الجميلة كبار الفنانين والمطربين". وأضاف الملك أن الراحل الكبير سيظل خالدا في الذاكرة الثقافية المغربية، وعلما من أعلام المسرح المغربي والعربي، استحق بكل كفاءة واقتدار الجوائز والاستحقاقات المرموقة التي نالها طوال مسيرته الفنية والإبداعية، بجده واجتهاده، وتفرده في فكره وعطاءاته القيمة، متحليا بخصال الغيرة الوطنية الصادقة، والولاء والإخلاص للعرش العلوي المجيد، والتعلق المتين بمقدسات الأمة وثوابتها. هذا ونعت النقابة المغربية لمحترفي المسرح الفنان والمبدع الراحل أحمد الطيب لعلج، وأعربت النقابة في بلاغ لها توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه، عن عميق حزنها وبالغ أساها لهذا المصاب الجلل، بفقدان الساحة المسرحية المغربية والعربية لأحد أهم شخصياتها البارزة وأحد أهم المعبرين بصدق وشاعرية عن واقع المغرب المعاصر، لما كان يتمتع به الفقيد من اطلاع واسع على الثقافة الشعبية ومن حس نقدي تجاه راهن المجتمع المغربي وقضاياه. ويعتبر الراحل أحمد الطيب العلج أحد أبرز وجوه المسرح المغربي وهو فنان عصامي تمكن بفضل مثابرته ومجهوده الشخصي من تسجيل اسمه في تاريخ المسرح المغربي والعالمي . وألف واقتبس الفقيد الذي ازداد في 9 شتنبر 1928 بمدينة فاس مجموعة من النصوص المسرحية منها " دعاء للقدس" 1980 و" بناء الوطن " 1988 و" السعد " 1986 و"جحا " و" شجرة التفاح ". ومن مؤلفات الراحل بالدارجة "عزيزي أنا " و " النفخة " و "طالب راغب " وغيرها.