فرضت الشرطة المصرية نفسها مجددا في شوارع مدينة العريش شمال شبه جزيرة سيناء، بعد أسبوع من استهداف مسلحين لعناصرها وتمكنهم من قتل 3 وإصابة رابع، واتباعه بحادث آخر أصيب خلاله مفتش الأمن العام في المنطقة . وقال شهود عيان إن الدوريات الأمنية ظهرت بشكل أكثر تطوراً، وهي تجوب شوارع المدينة على مدار الساعة، معززة بمدرعات حديثة من نوعها، وسيارات مصفحة، وتقوم بعمل أكمنة ثابتة وأخرى متحركة لمراقبة الطرق وحركة السير وتعقب المخالفين، إضافة إلى تحركات ومداهمات لمناطق سكنية حول مدينة العريش، وحملات تفتيش للمساكن الخاصة والسياحية لتعقب مطلوبين أمنياً على ذمة قضايا جنائية، وآخرين مطلوبين للتحريات في إطار التحقيقات في الحوادث الإرهابية التي شهدتها سيناء . وإلى جانب الشرطة، واصلت قوات الجيش في تأمين المقرات الحكومية والمصارف والمؤسسات التجارية والتعليمية والفنادق والقرى السياحية، فيما بدأت قوات من الجيش في إضافة أكمنة جديدة لها على محاور الطرق الرئيسة بمدينة العريش، وشوهدت تلك القوات وهي تقوم ببناء تحصينات دفاعية بتلك الأكمنة. وفي بقية مدن سيناء استمر التكثيف الأمني في مدن رفح والشيخ زويد، في حين غابت القوات عن القرى الواقعة في وسط سيناء . وأكد مصدر أمني أن الشرطة المصرية غيرت بشكل تام من تكتيك مواجهتها للعناصر المسلحة، وأن أولى الخطوات كانت تعزيز قدراتها القتالية وقدرات الحماية لأفرادها، واتخاذ ترتيبات أمنية للسيطرة على المدينة خلال دقائق معدودة في حال حدوث عمليات إرهابية أو اعتداءات على مواطنين وممتلكات . من جانبهم، أكد عدد من شيوخ القبائل البدوية، تعاونهم مع أجهزة الأمن الاستخباراتية والشرطية لفك طلاسم أحداث سيناء، والظهور المفاجئ للمسلحين، مشيرين إلى أن الجماعات المتشددة دينياً، تؤكد أنه لا علاقة لها بتلك الحوادث رغم موقفهم المضاد للأمن المصري. وكان اللواء سميح أحمد بشادى مدير أمن شمال سيناء قد صرح، في وقت سابق، بأن قواته تحارب أشباحًا وشخصيات لم تعرفها وتحاول جمع معلومات أكبر لكن هناك صعوبة في ملاحقة المسلحين. وخلال لقاء وفد من قيادات شعبية وسياسية من العريش السبت الماضي معه قال اللواء بشادي: «الوضع الآن في سيناء في تحسن وتم القبض على عنصريين جهاديين خلال الأسبوع الماضي وجارى عمل حملات أمنية مكثفة بعد وصول تعزيزات أمنية وخاصة السيارات المصفحة الكندية». ونفى بشادي القبض على أحد العناصر الجهادية الفلسطينية أثناء تسلله إل البلاد عبر الأنفاق الحدودية المنتشرة بين مصر وقطاع غزة. وقال: «ما نشر في إحدي الصحف لا أساس له من الصحة وأجهزة الأمن بشمال سيناء لم تضبط أيًا من العناصر الجهادية أو غيرها بأحد بالأنفاق الحدودية مع غزة». وأضاف مدير أمن شمال سيناء: «آخر المضبوطين كان من أبناء سيناء وهو محكوم علية بالمؤبد في قضية تنظيم التوحيد و الجهاد». وأردف بشادي: «لا توجد فتحات أنفاق حدودية بمدينة العريش حيث إنها تبعد نحو 45 كيلومترًا عن المنطقة الحدودية بمدينة رفح, التي توجد بها فتحات الأنفاق». جدير بالذكر أن اللواء بشادي يعمل حكمدار مديرية أمن شمال سيناء قبل تعيينه الأسبوع الماضي مديرًا لأمن شمال سيناء خلفا للواء احمد بكر المدير السابق عقب زيارة لوزير الداخلية اللواء احمد جمال للعريش في أعقاب مقتل ثلاثة جنود شرطة في العريش.