تُبرز الصحف البريطانية الصادرة الجمعة الحدث العالمي الاهم المتعلق بالشرق الاوسط وهو اعلان رئيس فرق التفتيش الدولية هانز بليكس عن عدم عثور مفتشيه على آثار أو دلائل تفيد بامتلاك العراق لاسلحة التدمير الشامل، وهو اعلان لم يخل من تحفظات واستفسارات على الحكومة العراقية العمل على الاجابة عليها. فصحيفة الاندبندنت تخصص صفحتها الاولى بالكامل للموضوع وتفرد له عنوانا يقول: غبار العاصفة يهدأ، إلى جانب عنوانين فرعيين أولهما نقل تصريح توني بلير وهو يقول: مفتشو الاسلحة يحتاجون إلى مزيد من الوقت، والثاني نقلا عن بليكس قائلا: لم نشم رائحة البارود في البندقية، في اشارة إلى عدم عثور المفتشين على شئ. وفي الصفحة الداخلية تنشر الصحيفة تقريرين الاول تحت عنوان: المعلومات الاستخبارية الامريكية اعطيت أخيرا للمفتشين الدوليين، بعد أن شرعت واشنطن في تمرير بعض المعلومات التي تقول إنها تمتلكها حول اسلحة التدمير الشامل العراقية، لكنها امتنعت في الوقت نفسه عن تقديم معلومات أخرى في غاية السرية والحساسية، حسب التصريحات الامريكية الاخيرة. وفي التقرير الثاني تنقل الصحيفة عن وزير الخارجية البريطاني قوله إن (الرئيس العراقي) صدام حسين يشكل تهديدا للاسلام، ويشير، في كلمة خلال زيارته لاندونيسيا، أكبر البلدان الاسلامية كثافة سكانية، إلى أن وجود صدام حسين مسلحا بتلك الاسلحة سيجعل العالم مكانا اكثر خطورة بما فيه العالم الاسلامي والغرب. أما صحيفة الديلي تلجراف فتورد عناوين مختلفة منها ما يقول: الولاياتالمتحدة ستهاجم العراق دون الحاجة إلى دعم الاممالمتحدة، نقلا عن تصريحات ادلى بها مستشار بارز في الادارة الامريكية. وتنقل الصحيفة عن ريتشارد بيرل رئيس مجلس السياسات الدفاعية، ويعد من صقور الادارة ولآرائه وزن ثقيل، قوله إنه يرفض مقترحات بريطانية بأن يتم تأجيل أو تعليق خطط الحرب القريبة. وتنسب إلى بيرل قوله أيضا إن امريكا لن تؤخر الحرب على العراق حتى الخريف المقبل، وأنها مستعدة للحرب حتى دون الحاجة إلى ترخيص من الاممالمتحدة. والعنوان الرئيسي الآخر في الصحيفة يقول: تركيا تسمح للامريكيين بمعاينة وتفقد القواعد استعدادا للحملة العسكرية، وتشير إلى أن الاتراك، الاعضاء في حلف الاطلسي، سمحوا بعد اشهر من المماطلة لفريق مكون من 150 عسكريا أمريكيا بتفقد قواعد عسكرية تركية وموانئ تحسبا للحرب المحتملة على العراق. وتضيف الصحيفة أن هذه الخطوة تأتي بعد أن عبرت ادارة الرئيس بوش عن غضبها من التردد التركي في المساهمة في الحملة الهادفة إلى الاطاحة بنظام حكم الرئيس العراقي. أما العنوان الثالث فهو عن العراق ولجاك سترو أيضا، ويقول: تغيير النظام ليس هو الهدف الرئيسي، وهو ما اعتبرته الصحيفة محاولة من وزير الخارجية البريطانية لتهدئة المخاوف والقلق الواسع في العالم الاسلامي من محاولات الغرب الاطاحة بصدام حسين مستخدما قضية نزع السلاح مبررا لذلك. لكن صحيفة التايمز تورد عنوانا مختلفا في صفحتها الاولى حول الموقف الامريكي من التطورات الاخيرة، وتقول فيه: أمريكا تتراجع عن خطط شن الحرب قريبا، رغم تشديد المسؤولين في البيت الابيض على أن نتائج الايجاز الذي قدمه هانز بليكس والبرادعي لم يغير من الامر شيئا. وتشير الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الامريكي كولن باول هو الذي قلل من اهمية شن تلك الحرب قريبا، حتى قبل اعلان المفتشين عن عدم العثور على شئ خلال جولاتهم التفتيشية في انحاء العراق، بالقول إن السابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني الحالي ليس بالضرورة موعدا لقرار بدء الحرب. وتنظر صحيفة الجارديان إلى الامر من زاوية ثانية في عنوانها الرئيسي على الصفحة الاولى الذي يقول: الولاياتالمتحدة قد تتغلب في معركة العلماء العراقيين، مشيرا إلى أن مقابلة هؤلاء في قبرص ربما وفر المبرر لشن الحرب على العراق. وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية القبرصي يونيس كاسوليدس قوله إن هؤلاء العلماء قادمون إلى قبرص على ما يبدو باعتبار ان الجزيرة تعد بالنسبة للاطراف المعنية ارضا محايدة. وحول الشأن الفلسطيني كتبت الصحيفة تقريرا تحت عنوان: رئاسة الوزراء البريطانية تهدف إلى انعاش مؤتمر الشرق الاوسط، وهو اللقاء المزمع عقده في لندن الاسبوع المقبل لمناقشة الاصلاحات في السلطة الوطنية الفلسطينية. وتضيف الصحيفة أن رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون السماح لمسؤولين فلسطينيين بالسفر لحضور المؤتمر يعد مؤشرا لتردي العلاقات بين البلدين، والذي وصل إلى ادنى مستوياته منذ عدة اعوام. كما تنشر الصحيفة خبرا صغيرا يقول إن ثلاثا من السفن الحربية الروسية في طريقها إلى الخليج خلال اسابيع للاشراف على ما وصفته بأنه المصالح الحيوية للروس في المنطقة في حال غزت امريكا العراق. وتعتقد الصحيفة أن خطوة كهذه من شأنها زيادة درجة التوتر بين موسكووواشنطن، إذ تضع الاخيرة عينها على حقول النفط العراقية الضخمة، والتي لروسيا فيها حصة كبيرة. ب.ب.س