أوضح الدكتور سالم اللوزي المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية أن المهام الملقاة على المجلس التنفيذي للمنظمة خلال فترة ولايته الممتدة لعام 2004 تضع على عاتقه مسؤوليات جسام في مستقبل العمل الزراعي العربي المشترك. وأشار "سالم اللوزي" خلال افتتاح أشغال الدورة الثالثة والعشرين للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية أمس والتي تنتهي اليوم بالرباط أن هذه المسؤوليات تنطوي على ركائز التطوير والتحديث في عمل المنظمة المستقبلي، ووضع نظمها ولوائحها وسياساتها، والتعاون مع إدارتها العامة، ودعم وتوجيه جهودها لتأمين متطلبات المنظمة لبلوغ الغايات والأهداف المنشودة للارتقاء بمساهمات المنظمة في مسيرة التنمية الزراعية العربية إلى مستوى الطموح مع الدول الأعضاء، تعظيما للاستفادة مما يتاح لها من موارد وإمكانيات. وكشف المدير العام أن المنظمة بصدد إعداد برنامج إقليمي آخر للوقاية من الأمراض، والآفات النباتية التي تهدد الثروات النباتية العربية، وخاصة مرض البيوض وذبابة البحر الأبيض المتوسط، وذبابة ثمار الزيتون، وحفار ساق اللوزيات والتفاحيات، وذلك باستخدام التقنيات الحيوية بعد أن ثبتت حسب اللوزي نجاعة هذه التقنيات في التصدي لسوسة النخيل الحمراء. وأبرز "سالم اللوزي" أن سوسة النخيل الحمراء من أشرس الآفات الحشرية التي تهدد الثروة النخيلية في منطقة الخليج العربية ومصر، وأشار إلى أن من أهم القضايا المستقبلية التي تضعها المنظمة في مقدمة سلم أولوياتها تلك المتعلقة بالتكامل الزراعي وصولا للأمن الغذائي العربي. وقال المدير العام "سالم اللوزي" إن المنظمة أعدت تصورا متكاملا لتحقيق التنمية الزراعية المستديمة، والأمن الغذائي في الوطن العربي الذي سيعرض على القمة العربية القادمة في مملكة البحرين. وأكد أن القطاع الخاص هو الشريك الهام الذي يعول عليه كثيرا في المستقبل في شتى المجالات التنموية. واعتبر"اللوزي" أن القضايا المتعلقة بتحسين مناخ الاستثمار في الدول العربية الواعدة زراعيا وتشجيع الاستثمار الخاص في المشروعات الزراعية المشتركة بمثابة حجر الزاوية للدفع بعجلة العمل الاقتصادي المشترك في المرحلة القادمة على أسس من المصالح والمنافع المشتركة. وأبرز سالم اللوزي أن من ضمن البرامج الثابتة على أجندة عمل المنظمة لهذا العقد، الاضطلاع بدورها المحوري في تدعيم التكامل الزراعي، وتعزيز التكتل الاقتصادي العربي وزيادة التنافسية الدولية للمنتجات الزراعية العربية لما تتطلب يضيف سالم اللوزي من مواكبة التطورات المتسارعة في العمل العربي المشترك خاصة بعد قرارات قمة بيروت بالانتهاء من البرنامج التنفيذي لمنطقة التجارة الحرة في عام 2005، وإدماج الخدمات في المنطقة. واستمرار التفاوض بشأن وجود المنشآت التفصيلية للسلع الزراعية والشروع في التحضير لإقامة الاتحاد الجمركي العربي وإقرار قواعد عربية للمنافسة ومراقبة الاحتكار. ومن جهته أشار محند العنصر وزير الفلاحة والتنمية القروية المغربي أن الدورة 23 للمنظمة تهدف إلى دراسة سير العمل وحصيلة إنجاز القرارات الصادرة عن الجمعية العمومية السابعة والعشرين والوقوف على الصعوبات المحتملة التي من شأنها إعاقة تنفيذ خطة عمل المنظمة، واعتبر هذه الدورة فرصة للتباحث وتبادل الأفكار الكفيلة بدعم جهود المنظمة. وخلص "العنصر" إلى أن العمل الموحد بتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية يهدف في بعده الاستراتيجي إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الأمن الغذائي العربي مما يفرض تقوية المعاملات الاقتصادية والتجارية في إطار منطقة التبادل الحر العربية مع التركيز على رواج ملموس للمنتجات الزراعية. تجدر الإشارة إلى أن الدورة الثالثة والعشرين للمجلس التنفيذي للمنظمة والذي يترأسه المغرب خلال الفترة 2002 2004 يضم ستة أعضاء، وهم مملكة البحرين، المملكة العربية السعودية، الجمهورية العربية السورية، جمهورية العراق، جمهورية الصومال والجماهيرية العربية الشعبية الاشتراكية الليبية. و يشار إلى أن المنظمة العربية للتنمية الزراعية هي إحدى المنظمات التابعة لجامعة الدول العربية، والتي أنشئت عام 1972 ومقرها الرئيسي في الخرطوم بجمهورية السودان، وتضم في عضويتها جميع الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية (21 عضوا).