من المنتظر أن يدخل الأساتذة الجامعيون بالرباط في إضراب اليوم وغدا، وقال الأستاذ لحسن موثيق، الكاتب العام الجهوي لفرع النقابة الوطنية للتعليم العالي بالرباط، إن هذا الإضراب يأتي نتيجة للوضعية المزرية التي تعرفها المؤسسات الجامعية، وهي المشاكل التي حالت دون سير البحث العلمي بهذه المؤسسات بتراكمها من عهد الحكومات والوزارات السابقة. وقال لحسن موثيق في حديث ل"التجديد" :"إن هذه المشاكل منها ما يتعلق بالإصلاح الجامعي ومساره وإخفاقاته، ومنها ما يتعلق بالوضع المادي للأساتذة الباحثين. وأضاف الأستاذ موثيق أن نقطا وقضايا كثيرة تدفع إلى جانب ما سبق ذكره نحو القيام بهذا الإضراب في أفق تحسين وضعية الجامعة المغربية وتطوير مردوديتها، وإعطاء أطرها ما يستحقونه من العناية، ومنها مثلا ترقية الأساتذة الجامعيين التي ما زالت مجمدة لحد الآن برغم صدور مرسوم في ذلك، إلا أن عدم إرفاقه بمراسيم تطبيقية حال دون دخوله حيز التنفيذ، مما جعل وزارة المالية تتلكأ في تسوية عدد من ملفات الترقية. ومنها أيضا الوضعية الشاذة التي تعرفها الآن مؤسسات تكوين الأطر وخاصة مدارس تكوين المهندسين ومراكز تكوين الأساتذة سواء السلك الأول أو السلك الثاني. وأكد الأستاذ موثيق أن ثمة مشكلا آخر يدفع نحو الإضراب، إذ أنه في سنة 1997 فرض على الأساتذة الباحثين نظام أساسي لا معنى له بحيث إنه تكونت آنذاك لجنة وزارية تكونت من إدريس خليل وزير التعليم العالي آنذاك وعبد الرحمان أمالو وزير العدل ومحمد القباج وزير المالية وإدريس البصري وزير الداخلية، وكل هذه الوزارات حبكت نظاما أساسيا مجحفا حقا سبق لفرع النقابة الوطنية للتعليم العالي بالرباط أن اعتبره استخفافا بالأساتذة الجامعيين. وفي السياق نفسه، أكد أحد أعضاء المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي أن الإضرابات الجهوية، سواء التي قامت بها أو التي لا تقوم بها، تأتي احتجاجا على واقع تعليمي يعاني عدة مشاكل، وبعد مسلسل من النضالات واللقاءات التي لم تكن ذات جدوى في تحقيق مطالب الأساتذة الجامعيين. وقال الدكتور محمد محاسن الرئيس الوطني لجمعية الأساتذة الباحثين حاملي الدكتوراه الفرنسية: "إننا لا نملك إلا أن نساند وندعم فروع النقابة الوطنية للتعليم العالي في إضراباتها، حتى تحقيق مطالبها، ولو كانت إضرابات جهوية، بينما مشكلتنا نحن في إشارة إلى الأساتذة الباحثين حاملي الدكتوراه الفرنسية مشكلة وطنية. وقال إن المقارنة التي اعتمدها وزير التعليم العالي والبحث العلمي خالد عليوة بين نظام المغرب وفرنسا لا تستند على أساس، بحيث لا يمكن أن نقارن بين نظامين مختلفين، على أن الدكتوراه الفرنسية تمنح حامليها بفرنسا إطار أستاذ محاضر". وأضاف الأستاذ محاسن أن جمعيته ما زالت تنتظر أن يقدم خالد عليوة على إحقاق الحق. أما اللقاء به فلم يعد يهمنا في شيء، يقول محاسن، وما لم يتم حل مشكلتنا، فإن السنة الجامعية الحالية يمكن أن تكون سنة بيضاء. جدير بالذكر أن المكتب الجهوي لفرع النقابة الوطنية للتعليم العالي بالرباط عقد يوم الخميس 12 دجنبر 2002 اجتماعا بالمقر المركزي للنقابة. وبعد استعراض الأوضاع الراهنة بمؤسسات التعليم العالي والوقوف عند مشاكل رجال التعليم على المستويين المادي والمعنوي، قرر خوض إضراب جهوي اليوم وغدا تتخلله وقفة احتجاجية في اليوم الأول من الإضراب أمام مقر وزارة التعليم العالي بحسان على الساعة 10 صباحا وتجمع جهوي على الساعة 30:15 بالمدرسة المحمدية للمهندسين. عبد الرحمان الخالدي