صرح الأستاذ خالد الصمدي رئيس منتدى التعليم العالي والبحث العلمي بأن الأمر الخطير الذي يهدد كيان الأساتذة الجامعيين حاليا هو ما تقدمت به الأستاذة فوزية اكديرة الكاتبة العامة للنقابة الوطنية للتعليم العالي أمام وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر خالد عليوة في الندوة الوطنية الأخيرة التي نظمت بمراكش يومي 16 و18 يناير الجاري حول الإصلاح البيداغوجي. ووصف خالد الصمدي كلمة السيدة اكديرة بأنها لا تعكس بتاتا ما يروج في أوسطا الأساتذة الجامعيين ولا تعمس البيانات التي تصدر في مختلف الفروع الجهوية التابعة للنقابة، سواء التي تدخل الآن في إضرابات أو التي قررت الدخول فيها لاحقا، في حين اكتفت بشكر الوزير الذي أتاح فرصة الحديث في هذه الندوة الوطنية. وانتقد الأستاذ الصمدي ما تقدمت به الكاتبة العامة للنقابة وقال إن أخطر ما جاء في كلمتها حديثها عن "سن نظام أساسي جديد" دون ربطه بالوظيفة العمومية، في حين تنص بيانات جميع مؤسسات النقابة الوطنية للتعليم العالي بما فيها اللجنة الإدارية ومكتب التنسيق على مراجعة النظام الأساسي في إطار الوظيفة العمومية". وخلص الأستاذ الصمدي إلى أن الكلمة التي تقدمت بها الكاتبة العامة للنقابة الوطنية للتعليم العالي كانت بتنسيق تام مع الوزير خالد عليوة، لأن هذا الأخير تحدث في تعقيبه مباشرة عن نظام أساسي جديد في إطار القانون 00. 01 وليس في إطار الوظيفة العمومية. وعلق الصمدي بقوله إن هذا الأمر الخطير يعني أن النظام الأساسي للأساتذة الجامعيين قد لا يبقى في إطار الوظيفة العمومية، وهذا يقتضي مشاورات موسعة، كما من شأنه أن يؤدي إلى تمزيق وتشتيت الملف المطلبي الموحد لهولاء الأساتذة. وأضاف أنه لما كان للأساتذة الجامعيين مطلب أساسي هو النظام الأساسي، جاء القانون المنظم للجامعة 00 . 01 ليفرض على كل مؤسسة جامعية تنظيم نفسها وفق قانون أساسي خاص بها في إطار استقلالية الجامعة. وخلص الأستاذة الصمدي إلى أنه "يمكن القول بدون تحفظ: إن النقابة الوطنية للتعليم العالي من خلال كلمة كاتبتها العامة بمراكش قد أعلنت عن موتها، وإن مكتبها الوطني انتهى ولم يعد له أي أفق نضالي، كما أن الحديث عن الندوة الوطنية التي أعلنت عنها الكاتبة العامة يومي 25 و 26 يناير الجاري بمراكش لم تعد ذات فائدة بعد انعقاد ندوة مراكش حول الموضوع نفسه، وأكد أنها إن تمت فإنها لن تكون سوى تحصيل حاصل لما جاء في سالفتها بمراكش. وبينما كان منطق الصواب يقضي أن تكون النقابة قد نظمت هذه الندوة منذ سنتين أو ثلاث لمعرفة رأي النقابة في الإصلاح البيداغوجي المزمع الدخول فيه ابتداء من الموسم الجامعي المقبل. جدير بالذكر أن النقابة الوطنية للتعليم العالي أعلنت أخيرا في بيان صادر عن لجنتها الإدارية عن تنظيم ندوة وطنية بالرباط حول إصلاح المنظومة التربوية والبحث العلمي والنظام الأساسي حسب منظورها الشمولي للإصلاح. ويتزامن إعلان النقابة الوطنية للتعليم العالي عن تنظيم هذه الندوة مع النقابة الوطنية مع صدور بيان عن الجمع العام الجهوي للأساتذة الباحثين المنضوين تحت لواء النقابة الوطنية للتعليم العالي بالدار البيضاء يوم 15 يناير الجاري 2003 يعلنون فيه عزمهم الدخول في إضراب لمدة 48 ساعة يومي الثلاثاء والأربعاء 4 5 فبراير 2003. وتتخلل اليومين أنشطة فكرية حول الإصلاح وحول الحق في التعليم. عبد الرحمان الخالدي