اعتبر محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أن المطلوب اليوم من التيارات الإسلامية المشاركة في الحكم، «الانتقال من خطاب المظلومية إلى خطاب المسؤولية»، وأضاف قائلا، عليها أن تقول «نعم وجدنا مقاومة، سنواجهها أو سنتجاوزها من مداخيل نحددها»، ويرى الحمداوي في محاضرة ضمن الجلسة الأولى للندوة الدولية للمنتدى العالمي الوسطية بتونس، صبيحة أول أمس الأحد، حول موضوع، «الإسلاميّون وتحدّي السلطة بين التطرّف والاعتدال»، أن «العمل السياسي سلطة ومشاركة وانفتاح التنظيمي، وسيكون من الخطأ أن تستمر الحركات الإسلامية التي انتقلت إلى مرحلة ومكانة التدبير، في الاشتغال بعقلية التنظيم والجماعة وبعقلية الحزب»، ويرى أن «المطلوب الآن التركيز على الإنجاز والحذر من الاستدراج والاعوجاج والانزعاج». وفي سياق متصل، قال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية، «إن الثورات أعادت الأمة الإسلامية إلى قلب عملية المبادرة وصنع التاريخ، بعد سنوات التهميش»، وأشار الغنوشي إلى أنه لا تعارض بين الشورى في الإسلام ومبدأ الديمقراطية، ف «الديمقراطية هي أفضل ما قدمه العقل البشري لتحقيق الشورى»، داعيًا إلى «جعل الشورى ثقافة بين الناس، وتحويلها إلى تطبيقات فعلية وليس مجرد مبادئ»، واعتبر المتحدث أن «الثورات العربية ليست مجرد تغيير أنظمة حكم، وإنما هي تغيير لعالم القيم». من جهة أخرى، وضمن نفس الندوة التي احتضنتها العاصمة التونسية، قال الصادق المهدي، رئيس المنتدى العالمي للوسطية، «نراهن جميعا على نجاح تجارب حكم الإسلاميين، لتسترد لنا دورنا التاريخي وكرامتنا التاريخية، ودورنا في بناء الإنسانية ومستقبلها»، وأكد الصادق المهدي أن «تحالف شيطاني بين الطغاة والغزاة هو المسؤول عن ما حدث في منطقتنا من ما سموه الاستثنائية العربية»، واعتبر المتحدث أن «الوسطية ليست حزبا للتنافس مع حزب آخر على السلطة، وإنما هو منبر للتكامل بين الرؤى الإسلامية». واعتبر رئيس المنتدى العالمي للوسطية، أن «الحركية الإسلامية عامة، كان واضحا أنها تحقق للشعوب حريتها وكرامتها وقدرتها على أن تقول كلمتها»، وذلك لثلاث أسباب، الأول أن هذه الحركات «تمثل تلبية لأشواق دفينة في وجدان الناس، وهي أشواق التطلع للتأصيل الوجداني»، ثانيا أنها كانت الأكثر تضحية»، وثالثا، «كفاءة التنظيم».