جددت الهيئة الوطنية للمناطق الشرقية المغربية المغتصبة، في رسالة رفتها أخيرا إلى جلالة الملك، مطالبتها بجهاز يمثلها بين الأجهزة الحكومية يختص باستكمال وحدة التراب الوطني في مناطقه الشرقية. وقالت الهيئة في الرسالة، التي توصلت "التجديد" بنسخة منها، إنها "تنتظر فرصتها للقيام بواجبها داخل الأجهزة الحكومية لإسماع صوتها وحماية الحقوق والأراضي التي تدافع عنها، والموجودة، على حد قول الرسالة، بحوزة الجزائر منذ أن أقدمت فرنسا على تمزيق المغرب وإلحاق أجزاء من أراضيه الشرقية الواسعة بالجزائر ظلما وعدوانا". وكانت الهيئة قد رفعت مذكرة إلى الوزير الأول الحالي، عند تعيينه وبعد إعلانه عن التشكيلة الحكومية، تطالب فيها بإعادة النظر في هيكلة الحكومة بخلق جهاز حكومي خاص بالدفاع عن الأراضي المغتصبة، وخاصة منها الأراضي الشرقية". وانضافت هذه المذكرة إلى مذكرات سالفة رفعت إلى كل من الديوان الملكي والوزير الأول السابق ورئيس مجلس النواب ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون ووزارة الداخلية ووزارة الشؤون الثقافية وعددا من الأحزاب المغربية. وعبرت الهيئة، في رسالتها الأخيرة إلى جلالة الملك، عن رغبتها في أن "يعلن المغرب صراحة أمام المحافل الدولية وبصفة رسمية مطالبته باسترجاع المنطقة الشرقية من الجزائر، تماما مثلما يطالب المغرب بأن تكف الجزائر عن مضايقته وهو يرسي دعائم دولته في الصحراء الغربية المغربية". وأكدت الهيئة أن "ما تريده في إطار مواجهة خصوم الوحدة الترابية للمغرب، وخاصة إسبانياوالجزائر، هي أن تجعل كل توجهات المغاربة منصبة في قالب تحقيق الوحدة الترابية للبلاد الممزقة، في رأيها، شر تمزق". وترى الهيئة الوطنية للمناطق الشرقية المغربية المغتصبة أن أراضي واسعة بشرق المغرب ألحقتها فرنسا، إبان فترة الاستعمار بالأراضي الجزائرية. وتضم هذه الأراضي مناطق الساورة وتوات وتيدكيلت والقنادسة وتندوف وغيرها من الأطراف المحسوبة على الصحراء الشرقية. من جهة أخرى وتماشيا مع انعقاد قمة وزراء خارجية بلدان المغرب العربي التي ختمت أشغالها أول أمس (السبت) بالجزائر، اعتبرت الهيئة أن حل مشكلة الأراضي المغتصبة "سبيل لبناء مغرب كبير ولبنة صحيحة في بناء جسم المغرب العربي الذي لم يكتب له أن يستقيم في مواجهة تحديات العولمة والعالم الغربي بسطوته الاقتصادية الهائلة". إلى ذلك، دعت الهيئة إلى "إعادة بناء الزاوية القندوسية بشرق المغرب، لما ترمز له من تاريخ معبر عن الوحدة المغربية، بعدما تحولت حاليا إلى متاجر في شكل مخز"، حسبما جاءت به رسالة الهيئة، مضيفة أن هذه الزاوية المغربية الواقعة حاليا بالتراب الغربي للجزائر، لم تستفد لوحدها من خطة جزائرية لإحياء كل الزوايا، مما يدل على أن الجزائر تريد بذلك قطع صلة المغرب الدينية بهذه الزاوية المنتمي أصحابها إليه"، على حد قول الهيئة. وأرفقت الهيئة الوطنية للمناطق الشرقية المغربية المغتصبة رسالتها المرفوعة إلى جلالة الملك بنسخة من مذكرة وجهت إلى الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" تم تسليمها إلى سفير فرنسا بالمغرب. وحيّت المذكرة "إقرار الرئيس الفرنسي بالخطأ التاريخي لبلاده المتمثل في نفي المغفور له محمد الخامس وردها الاعتبار إليه بإطلاق اسم المغفور له على ساحة كبرى بالعاصمة الفرنسية باريس. وطالبت الهيئة، في المذكرة ذاتها، فرنسا بدعوة الحكومة الجزائرية إلى رفع يدها على الصحراء الشرقية وإعادتها إلى حظيرة المغرب". جدير ذكره أن الهيئة سلمت رسالتها المرفوعة إلى جلالة الملك لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية تحت إشراف والي الجهة الشرقية، وذلك خلال زيارة قام بها أعضاء من الهيئة للمنطقة الشرقية بالمغرب. يونس