أخطأت الجامعة... الزاكي يدفع الثمن! شكل لقاء الفريق الوطني لكرة القدم ضد نظيره المالي نقطة تحول حاسمة في علاقة المدرب بادو الزاكي بالمسؤولين داخل المكتب الجامعي، واقتنع المتتبعون لمسيرة الأسود، أن الأمور تتجه نحو الباب المسدود، وأن مكتب الجنرال حسني بنسليمان ربما عدل عن فكرة الإبقاء على الإطار الوطني الزاكي حتى سنة 2004، وهو ما أوضحته المعطيات والدلائل الراهنة. حين تم تعيين المدرب الوطني بادو الزاكي للإشراف على الفريق الأول، ارتفعت العديد من الأصوات تنتقد هذا القرار، واعتبرته مجرد محاولة للقفز على واقع مريض تعيشه كرة القدم الوطنية منذ نكسة مالي، ورغم النتائج الإيجابية التي حققها الفريق، سواء تعلق الأمر بالمواجهات الرسمية أو الإعدادية، فإن العطاء لم يكن مقنعا، وهو الأمر الذي ظهر جليا خلال مباراة مالي التي ظهر فيها الفريق الوطني عاجزا، وكان العطاء محدودا جدا، وربما لهذا السبب أعاد المسؤولون النظر في البرنامج الذي سبق وأعده الزاكي، وخصوصا إلغاء مشاركة المنتخب في بطولة كأس العرب وتعويضه بتشكيلة منتخب ظرفي... بعض المصادر ذات الصلة أفادت أن ورقة بادو الزاكي اقتربت من السقوط، والمسألة مجرد وقت ليس إلا، وما يزكي هذا الطرح الأجواء الحالية التي تؤكد انقطاع كل أشكال التواصل بين الإدارة التقنية وأصحاب القرار، رغم الكلام الذي تناقلته الأطراف المعنية التي تتحدث عن استمرار المدرب في ممارسة مهامه، كما أن بلاغ الكاتب العام للجامعة السيد محمد مفيد لم يكن شافيا، بحيث غاص في الغموض ولم يكن محددا، وحتى الآن لا نعرف الوضع الحالي ولا مستقبل الفريق الوطني، الذي يستعد لخوض لقاء يعتبره منظرو العهد الجديد حاسما، لنسأل متى كانت لقاءاتنا ضد السيراليون حاسمة وتحتاج إلى هذا الكلام؟ لن نناقش ما قد تقدم عليه ربما جامعة الجنرال بخصوص (...) الزاكي، لأن ذلك كان متوقعا في كل الأحوال، ولماذا اختاروا الزاكي مدربا وهم يعرفون تمام المعرفة أنه لن ينجح في مهمته، ليس لأنه يفتقد إلى الكفاءة والتجربة، ولكن بالدرجة الأولى لكونه لا يملك عصا سحرية يعيد بها ما أفسده الدهر، لأن مشكلة منتخبنا الوطني لا تقتصر فقط على المدرب، ولكنها سلسلة تصل مجموعة من الأطراف بدءا باللاعبين الذين انتهى عمرهم الافتراضي مرورا بالإدارة التقنية وانتهاء بالمسؤولين الذين غرروا بجماهير كرة القدم وعشاقها، وحاولوا در الرماد في العيون، بل والكذب علينا، إذ أوهمونا أن عهد السيبة قد ولى وأن الضبط هو سيد الموقف، والحقيقة أن الفوضى ضاربة أطنابها، وصراع الأجنحة ما يزال في أوجه، وبدل تعليق أخطاء كرة القدم على أكتاف بادو الزاكي، فالأولى أن يلتفت الجنرال إلى صلب المشكل، والمتمثل في تنقية الدار من الداخل، والاستغناء عن مجموعة من العناصر التي التصقت بكراسي الجامعة دون وجه حق.