لا يكاد يمر موسم من مواسم الحج، إلا وتطرح الإشكالات المرتبطة به خاصة في جوانب: التأطير، النقل، السكن، الخدمات، تأخر الطائرات. هذه المشاكل تجد طريقها سنويا إلى قبة البرلمان خلال جلسات مجلس النواب، وكثيرا ما كانت موضوع سجال بين وزير الأوقاف وبرلمانيين ممن سبق وأن شاركوا في موسم الحج وعايشوا هذه الاشكالات، أو ممن استمعوا لشهادات الحجاج وتوصلوا بشكايات حولها في المغرب. المشاكل المرتبطة بالحج يعتبرها وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية أحمد التوفيق طبيعية، بالنظر إلى أعداد الحجاج المغاربة الذين ينبغي تأطيرهم سنويا، والبالغ عددهم قرابة 28 ألف حاج، وبالنظر إلى تواجدهم في مكان محدود يضم أزيد من ثلاثة ملايين حاج، ف « تأخر وسائل النقل وضياع الحجاج وعدم تواصلهم مع المؤطرين « كلها إشكالات طبيعية مرتبطة بالمكان والزمان. وعليه فمواسم الحج بحسبه تمر في «أجواء عادية». فيما تكشف عدة تقارير عن هذه الإشكالات التي يتحدث عنها الحجاج سنويا، ويجلون تمظهراتها التي تكاد تتكرر في كل موسم حج تقريبا. وارتباطا بهذا الموضوع كان تقرير منتدى كرامة لحقوق الإنسان وهو أول تقرير حقوقي في المغرب يتناول هذه الفئة ومشاكلها، قد أصدر بهذا الخصوص بيانا استنكر فيه ما سماه ب «سياسة الإهمال» التي ما فتئ يتعرض لها الحجاج المغاربة، وذلك على خلفية معاينته للظروف «المهينة» التي رافقت هؤلاء الحجاج، وهم يؤدون فريضة الحج لهذه السنة. وتمثلت هذه الظروف - حسب نص بيان المنتدى «في الغياب التام لمسؤولي البعثة المغربية، وفي نقص الخيام الخاصة بالحجاج ب «منى»، وفي نقص الماء الشروب، بالإضافة إلى نقص وسائل النقل وضعف خدماتها خاصة ليلة النفرة من عرفات، وهو ما جعل حجاجا مغاربة من ضمنهم نساء قضوا ليالي في العراء، ومنهم من ناموا بالقرب من المراحيض وبأماكن تنتشر فيها «القذارة». واعتبر المنتدى «ما تعرض له المواطنون المغاربة خاصة بمنى مسا خطيرا بحقوق الإنسان وبالحق في ممارسة الشعائر الدينية في ظروف ملائمة، ويثير مسؤولية السلطات الوصية على هذه الانتهاكات، ويدعو إلى تحديد المسؤوليات بدقة حتى لا يتكرر ذلك في السنوات القادمة». من جهته، رصد تقرير لقسم الحج والشؤون الاجتماعية مشاكل موسم حج 1432ه، محددا إياها في صعوبة توفير السكن خصوصا بمكة المكرمة، وأرجع التقرير ذلك إلى عملية الهدم لتي شملت العديد من الفنادق والعمارات المحاذية للحرم المكي من أجل توسعته، وهذا ما أدى حسب المصدر ذاته إلى قلة العرض وبالتالي ارتفاع الأثمان. ومن جهة أخرى سجل أن مشكل ضيق المساحة المخصصة للحجاج المغاربة بمنى، أدى إلى استياء العديد منهم بسبب عدم وجود مكان لهم داخل المخيمات بمنى، ويعزى ذلك حسب تقرير قسم الحج إلى محدودية المساحة الشرعية بمنى، وتزايد عدد الحجاج سنة بعد أخرى، وأنه نتيجة لذلك تلزم كل البعثات بإسكان 75 بالمائة من حجاجها بمنى و 25 بالمائة بمخيمات المرحلة الثالثة بمزدلفة. وفي موضوع ذي صلة، كشف التقرير أن موسم حج السنة الماضية، عرف مشاكل مرتبطة أساسا بالنقل الجوي خصوصا بعد تقسيم الرحلات الكبيرة ذهابا وإيابا، وكذا طول مدة إقامة الحجاج بالديار المقدسة، التي وصلت في بعض الأحيان إلى 45 يوما بالنسبة للخطوط الملكية المغربية، وأضاف التقرير مشاكل النقل داخل المشاعر المقدسة وتأخر وصول الحافلات يوم التروية وخلال النفرة من عرفات.