في الوقت الذي كشف فيه التقرير السنوي الصادر عن قسم الشؤون الاجتماعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن المشاكل التي عانى منها الحجاج المغاربة خاصة على المستويات السكن والنقل الجوي وداخل المشاعر المقدسة، أعدت الوزارة التزاما ينص على ما تعتبره الوزارة مخالفات تناشد الحجاج بعدم ارتكابها، مصدرة إياه ببند يطلب من الحجاج عدم الاحتجاج أو التظاهر حتى في حالة تأخر الطائرة أو ما شابه ذلك وجاء فيه «احترام التنظيمات المعمول بها داخل المطار، وعدم الاحتجاج أو التظاهر على طول الإجراءات الأمنية والإدارية أو في حالة تأخر الطائرة عن موعدها»، وذلك حسب نص الإلتزام الذي تتوفر «التجديد» على نسخة منه. وفي اتصال ل: «التجديد» ببعض من سبق ان عاشوا تجربة الحج أكدوا تردي وضعف الخدمات الصحية وأيضا التاطيرية من طرف البعثة المكلفة، كما سجلوا التوزيع غير العادل لأعضاء البعثة على أماكن إقامة الحجاج المغاربة، إلى جانب غياب المخاطب أمام ما يعانيه الحجاج من مشاكل. وأضاف ذات الأشخاص أن الخدمات التي يتلقاها الحاج المغربي هي دون المستوى ودون المبلغ الذي يؤديه من اجل ذلك والذي يتجاوز 40 ألف درهم للحاج الواحد. كما سجل أولئك الحجاج اشتداد الأزمة بالديار المقدسة خاصة لدى كبار السن والمعوزين والأميين مما يضع كثيرون منهم في حالة ضياع لساعات وربما لأيام أحيانا. على جانب كل هذا يشتكي الحجاج حسب ذات المصادر التي عاشت التجربة من تأخر وسائل النقل مما يجعل الحجاج يضطرون إلى الانتظار في منى نموذجا لفترة ما بين 5 و 10 ساعات قبل وصول وسائل النقل التي وصفت هي الأخرى بالرديئة. في هذا الصدد أظهر التقرير السنوي لقسم الحج والشؤون الاجتماعية لسنة 2011، مشاكل موسم حج 1432ه، وتتعلق أساسا في صعوبة توفير السكن خصوصا بمكة المكرمة، وأرجع التقرير ذلك إلى عملية الهدم لتي شملت العديد من الفنادق والعمارات المحاذية للحرم المكي من أجل توسعته، وهذا ما أدى - حسب المصدر ذاته- إلى قلة العرض وبالتالي ارتفاع الأثمان. ومن جهة أخرى سجل أن مشكل ضيق المساحة المخصصة للحجاج المغاربة بمنى، أدى إلى استياء العديد منهم بسبب عدم وجود مكان لهم داخل المخيمات بمنى، ويعزى ذلك حسب تقرير قسم الحج إلى محدودية المساحة الشرعية بمنى، وتزايد عدد الحجاج سنة بعد أخرى، وأنه نتيجة لذلك تلزم كل البعثات بإسكان 75 بالمائة من حجاجها بمنى و 25 بالمائة بمخيمات المرحلة الثالثة بمزدلفة. وأشار التقرير إلى أن وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية استأجرت لتأمين سكن حجاج الموسم الماضي، 50عمارة، وتشتمل على 83 بالمائة من الغرف الثنائية والثلاثية والرباعية و 2 بالمائة سداسية، داخل المنطقة المركزية المحاذية للحرم المكي ( ما بين 300 م و 1000م). ومن جهة أخرى، كشف التقرير أن موسم حج السنة الماضية، عرف مشاكل مرتبطة أساسا بالنقل الجوي خصوصا بعد تقسيم الرحلات الكبيرة ذهابا وإيابا، وكذا طول مدة إقامة الحجاج بالديار المقدسة، التي وصلت في بعض الأحيان إلى 45 يوما بالنسبة للخطوط الملكية المغربية، وأضاف التقرير مشاكل النقل داخل المشاعر المقدسة وتأخر وصول الحافلات يوم التروية وخلال النفرة من عرفات. وكان موسم الحج الفارط، قد عرف عدة مشاكل واشتكى حجاج مغاربة مما وصفوه بالغياب التام للتواصل بينهم وبين مسؤولي البعثة المغربية، وأنهم عانوا كثيرا من نقص الخيام الخاصة بالحجاج القادمين من المغرب بمنى، ويعانون أيضا من نقص الماء الشروب، بالإضافة إلى نقص وسائل النقل وضعف خدماتها خاصة ليلة النفرة من عرفات. وكانت حصة المملكة المغربية من الحجاج قد حددت في 32.000 حاج منها 26900عن بعثة الحج الرسمية و 5100 عن طريق الشركات والوكالات السياحية، وأعضاء البعثات الإدارية والطبية والعلمية في 650 عضوا، كما كانت الوزارة أوفدت 77 إماما بعد إجراء القرعة لفائدة هذه الفئة. كما تم إشراك 314 مؤطرا من الأئمة المرشدين والمرشدات في عملية تأطير الحجاج ( 231 ذكور و 83 إناث).