فشلت جهود إثناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الترشح لفترة جديدة في الانتخابات التي تجري حاليا لاختيار رئيس جديد للمكتب، وسط ترجيحات بأن يحل محله موسى أبو مرزوق أو إسماعيل هنية. وأكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» عزت الرشق، أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، جدد موقفه بعدم قبول ترشيحه لرئاسة المكتب السياسي للحركة في الدورة التنظيمية القادمة. وقال الرشق، في تصريح عبر صفحته على «الفيس بوك»، صباح أول مس، «خلال لقاء المكتب السياسي الأخير للحركة والذي حضرته قيادات الحركة من الداخل والخارج، وبمناسبة اقتراب الاستحقاق الانتخابي لقيادة الحركة، أكد الأخ خالد مشعل مجددًا موقفه بعدم قبول ترشيحه لرئاسة المكتب السياسي للحركة في الدورة التنظيمية القادمة». وأكد الرشق، حرص القائد خالد مشعل على إفساح المجال لتجديد الدماء في قيادة الحركة، والانسجام مع روح الربيع العربي. ونقل الرشق عن أبو الوليد تشديده على أنه مع نهاية الدورة التنظيمية الحالية فإنه يغادر الموقع ولا يغادر الدور، وتابع «إذ سيواصل العمل والجهد والدور لخدمة شعبنا وقضينا وحركتنا المباركة، ومشروعها في التحرير والعودة». وأضاف «ورغم أن قيادات الحركة ورموزها في الداخل والخارج تمنوا على الأخ أبو الوليد الاستمرار في قيادة الحركة، إلا أنه بقي على موقفه وعبر عن تقديره وشكره لقيادات الحركة وكوادرها الذين عبروا عن عميق تقديرهم ومحبتهم وثقتهم به». كما أكد الرشق أن «أكثر من ستة عشر عامًا مضت من قيادة الأخ أبو الوليد لحركة حماس في أصعب الظروف وفي مواجهة أعتى التحديات، شهدت خلالها الحركة أهم منجزاتها، حتى باتت الحركة القائدة لشعبنا، والممثلة لطموحاته وتطلعاته». وشدد الرشق على أن القائد مشعل الذي وصفه ب»الشهيد الحي»، «يضرب المثل للزعماء وللقادة والمسؤولين على الزهد بالمواقع والمسؤوليات، والقدرة على مغادرة المواقع والمناصب وهو في قمة نجاحه وعطائه، رغم أن المجال والفرصة كانت متاحة أمامه لرئاسة المكتب السياسي للحركة لدورة جديدة»، مؤكدًا أن «فراغًا كبيرًا سيتركه الأخ أبو الوليد، وتبقى ثقتنا بالله أن يحفظ الحركة ومشروعها المقاوم». إلى ذلك، كشف مدير مركز الدارسات الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي أن اجتماعات المكتب السياسي لحماس التي عقدت بالقاهرة قبل أيام على هامش زيارة وفد كبير من قيادات الحركة لمصر، شهدت محاولات من جانب المشاركين لإثناء مشعل عن قراره، لكن دون جدوى. وأكد الدراوي ل»الجزيرة نت» أن عددا من الشخصيات البارزة من دول عربية وإسلامية، فضلا عن قيادات ورموز بحركات وقوى إسلامية، قامت بمحاولات مماثلة، لكن مشعل قال إنه يريد تقديم نموذج يتكيف مع ثورات الربيع العربي، وأن يفتح الباب أمام دماء جديدة لتتولى القيادة في الفترة المقبلة. وأشار الدراوي إلى أن ما جرى من محاولات لإثناء مشعل كانت بسبب ما حققته الحركة تحت قيادته من شعبية يعتقد المحلل السياسي بأن شخصية مشعل كان لها دور كبير فيها. من جهة أخرى، أفادت مصادر إعلامية متفرقة أن التنافس الرئيسي على خلافة مشعل سيكون بين إسماعيل هنية الذي يرأس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، وموسى أبو مرزوق الذي يتولى منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحماس.