استنكر سعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون، في تصريح ل«التجديد» قرار مجلة «شارلي ايبدو» الأسبوعية الفرنسية الساخرة نشر «رسوم مهينة» للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في عددها الصادر أمس الأربعاء. ودعا سعد الدين عموم المسلمين إلى أفعال منهجية وإنتاجية وإلى ردود فعل حضارية وراشدة ومنتجة وليست مسيئة. كما كشف العثماني للجريدة تنديد الخارجية الفرنسية في تواصل معه بهذا الحدث، وما بذلته من جهود من أجل ثني مدير المجلة عن هذا الأمر دون أن يفلحوا في ذلك، مؤكدين عدم وجود أي علاقة للحكومة الفرنسية بالموضوع. وعلمت «التجديد» أن تعزيزات أمنية اتخذت منذ صباح أمس قرب العديد من المؤسسات الفرنسية بالمغرب منها مدارس وسفارات. وأكدت سفارة فرنسا في الرباط أن المغرب غير معني بقرار فرنسا إغلاق سفاراتها وقنصلياتها ومراكزها الثقافية ومدارسها في 20 بلدا مسلما يوم الجمعة المقبل، تحسبا لأي مظاهرات عنيفة محتملة احتجاجا على نشر أسبوعية فرنسية رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وأوضح بلاغ للسفارة، أمس الأربعاء، أنه «لن يتم إغلاق المؤسسات الفرنسية بالمغرب»، مضيفا أن السفارة على «اتصال وثيق بسلطات المملكة المغربية التي لنا فيها كامل الثقة لضمان أمن تمثيلياتنا ومصالحنا في جميع الظروف». من الزاوية الحقوقية، قال المحامي والفاعل الحقوقي، عبد المالك زعزاع في تصريح ل«التجديد» إنه من غير المقبول الإساءة للمعتقدات الدينية للمسلمين تحت ذريعة حرية التعبير، داعيا إلى الاستجابة لمطالب الأممالمتحدة في هذا المجال والداعية إلى احترام خصوصيات الشعوب والتي منها احترام المعتقدات وأن الإساءة للمعتقدات لا تبررها دعاوى الحرية، كما دعا نائب رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان الدولة الفرنسية إلى ضرورة حماية حقوق الفئات العريضة لديها من المسلمين من مثل هذه الإساءات على الرغم من علمانية الدولة. من جانبه، أعرب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، محمد موسوي، أول أمس الثلاثاء عن «عميق صدمته» إزاء قرار مجلة الأسبوعية الفرنسية الساخرة وقال موسوي، الذي يرأس الهيأة التي تمثل المسلمين أمام السلطات العامة بفرنسا، في بيان إنه يدين «بأشد العبارات هذا التصرف الجديد المعادي للإسلام»، مضيفا أنه «يوجه نداء ملحا إلى مسلمي فرنسا، يناشدهم بعدم الانسياق وراء هذا الاستفزاز». هذا وتضم رسوم المجلة الساخرة سلسلة من الصور بعضها رسوم كاريكاتيرية عارية تسخر من النبي محمد حسب وكالة الأنباء الدولية «رويترز» التي قالت بأنها اطلعت على هذه الصور. وكانت مكاتب الصحيفة «شارلي إبدو» في باريس تعرضت لهجوم بقنبلة حارقة في نونبر بعد أن نشرت رسما كاريكاتيريا ساخرا للنبي محمد السنة الماضية. وما تزال إلى اليوم تتوالى المظاهرات والدعوات للاحتجاج بمناطق مختلفة من العالم بسبب فيلم «براءة المسلمين» المسيء للإسلام الذي أنتج بتمويل خاص في الولاياتالمتحدة. كما سبق سنة 2005 أن فجرت رسوم كاريكاتيرية دنمركية للنبي موجة من الاحتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي راح ضحيتها عشرات الأشخاص. واعتبر محللون إعلاميون أن المؤسسات الإعلامية النكرة والفاشلة فقط هي التي تلجئ إلى مثل هذه الأعمال من اجل البحث عن الشهرة والرفع من حجم المبيعات واعتبر ذات المحللون أن من شأن هذه الأعمال الاستفزازية أن تقوض مساحات التعايش بين الغرب والمسلمين وتعزز التوترات والقلاقل بين الجانبين. يذكر أن الاتفاقيات والمواثيق والعهود الدولية تؤكد على احترام الأديان والمعتقدات والرموز الدينية للشعوب كافة، غير أن مطالب دولية ما تزال تطالب بتجريم هذه الأفعال ومعاقبة مرتكبي هذه المختلفات غير أن هذه المطالب لم تلقى أي استجابة حتى اليوم خاصة في فترة بات فيها استهداف الإسلام يتم بشكل متنامي وغير مسبوق