أدان عشرات من الفاعلين الجمعويين والحقوقيين والسياسيين والشبابيين والصحفيين، في وقفة احتجاجية نظمتها مبادرة دعم العراق بجهة الرباط زوال أول أمس الخميس أمام السفارة القطرية، تواطؤ دولة قطر غير المباشر مع الإدارة الأمريكية في حرب تعد لها هذه الأخيرة ضد شعب العراق. وقال عبد الله البقالي عضو "مبادرة دعم العراق بجهة الرباط" أن هذه "الوقفة التي تندرج في إطار محاولات تسخينية نحو مسيرة شعبية يوم 21 يناير الجاري، تجسد موقف الشعب المغربي الرافض للتعاون القطري بإباحة أراضيه لقوات أجنبية تستعملها للعدوان على بلد شقيق" وأضاف في تصريح ل"التجديد": "هذه الوقفة التي يشارك فيها مسؤولون من منظمات مختلفة يريدون أن يبلغوا حكام قطر أنه إذا كان الدور اليوم على العراق فإنه يمكن أن يكون الدور غدا على قطر نفسها". من جهته صرح خالد السفياني ل"لتجديد" أن "الوقفة جاءت تعبيرا من الشعب المغربي على رفضه المطلق لأن يصبح الخليج سواء قطر أو الكويت أو البحرين قاعدة عسكرية أمريكية يستعمل في ضربة شبه محتملة" وشبه السفياني قطر ب"إحدى حاملات الطائرات الأمريكية التي تحضر في الخليج لممارسة العدوان على العراق". وقال السفياني "إن الجميع يعلم أن العدوان لا يستهدف العراق لوحده، بل يستهدف الأمة العربية والإسلامية كلها، ويستهدف تقسيمها والاستيلاء على خيراتها من طرف الاستعمار الأمريكي والبريطاني الجديد". ودعا خالد السفياني في تصريحه للتجديد حكام قطر أن عروبتهم وإسلامهم يوجب أن يقفوا في وجه العدوان على بلد عربي ومسلم لا أن يساهموا فيه" فبدون استعمال أراضي قطر والكويت والبحرين يضيف السفياني لن تستطيع أمريكا أن تنفذ عدوانها ولا أن تحصل على نتائج، لأنه لوجستيكيا ليس لأمريكا منطلقات أخرى لتنفيذ عدوانها على شعب العراق". واطلع السفياني "التجديد" على أن هذه الوقفة هي وقفة رمزية تكتفي بها مبادرة دعم العراق لجهة الرباط دون الوقوف أمام سفارات الدول العربية المتواطئة الأخرى، لأن عامل البعد سيحول دون تنظيم وقفات مماثلة، لكن يقول السفياني ستكون بعد هذه الوقفة وقفة أمام مؤسسات أخرى أكثر رمزية كممثلية هيئة الأممالمتحدة والماكدونلدز، بيد أنه قال بإمكانية الاحتجاج أمام سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية. من جانب آخر صرح الدكتور سعد الدين العمراني عن حزب العدالة والتنمية والذي شارك في الوقفة أن هذه المبادرة هي في سياق المبادرات العديدة التي تعود الشعب المغربي أن يظهر بها في قضايا عربية وإسلامية، وأكد أن الصراع اليوم هو "صراع إرادات، ولا يمكن أن تخضع شعوبنا لمنطق ميزان القوى"، وفي هذا السياق دعا الشعب المغربي بأن يظل واعيا بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وأن يذكر بأن التجارب تعيد نفسها في البوسنة والهرسك والشيشان وأفغانستان والعراق وكما تدخل العدو يقول الدكتور العمراني في هذه البلدان بدعوى عرقية وحدودية وغيرها، فإنه يمكن أن يتدخل في المغرب نفسه أو غيره من البلدان الشقيقة بدعوى مماثلة". مصطفى المعتصم عن حركة البديل الحضاري دعى بدوره، من خلال تصريح خص به "التجديد" على هامش الوقفة، "المناضلين والمجاهدين والشعب المغربي كافة على إظهار العدو نوعا من الإصرار على الصمود في الدفاع عن مصالح الأمة، والتشبت بخيار مقاومة الاستعمار ومخططاته". وأما السموني الشرقاوي عن المركز المغربي لحقوق الإنسان فقد اعتبر أن سماح قطر باستعمال أراضيه كقاعدة عسكرية لضرب العراق مرة أخرى هو خذلان للأمة العربية والإسلامية، ومساهمة من قطر في جرائم ضد البشرية". لجنة دعم العراق لجهة الرباط رفعت في الوقت ذاته رسالة باسم المحتجين وكافة "أبناء الأمة الإسلامية إلى حكام دولة قطر وحكومات الدول العربية والإسلامية المتواطئة، وبعد أن تمت تلاوة نص الرسالة أمام سفارة قطر طالب ممثلو اللجنة بمقابلة السفير القطري لتسليمه الرسالة الاحتجاجية. لما رفض هذا الأخير استقبال أعضاء اللجنة، اكتفى السيد خالد السفياني بوضع الرسالة بصندوق الرسائل، وعلق أن "لو كان الضيف وفدا "إسرائيليا" أو أمريكيا لكان الأمر مختلفا". الرسالة المذكورة لخصت في مضمونها "قلق جميع مكونات "مبادرة دعم العراق" إزاء ما يجري في منطقة المشرق العربي والوضع المأساوي في العراق، ونددت بجميع الأنظمة العربية والإسلامية، وفي مقدمتها النظام القطري، المتحالفة مع الأمريكان، وقبولها باستخدام أراضيها لانطلاق العدوان على شعب العراق". وطالبت اللجنة عبر نفس الرسالة "وضع حد لأي شكل من أشكال الدعم المباشر والغير المباشر للدول العربية والإسلامية في العدوان الأمريكي البريطاني المرتقب، وبالجلاء الفوري للجيوش الأمريكية والبريطانية وعتادها العسكري من أرض قطر العربية الإسلامية باعتبار ذلك مطلبا لكل أبناء الأمة العربية والإسلامية". ع. الهرتازي